حول موضوعة العولمة والسيادة

تتناول موضوعة العولمة والسيادة المدلولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لسيرورات معَوْلمة، يدور رحاها في إسرائيل والعالم، وتتمحور بنوعيّ نشاط يرتبطان الواحد بالآخر: النهوض بالبحث الأكاديميّ الخلاق والأصيل، والدّفع بسيرورات اجتماعية توفّر حلولاً فكريّة وتطبيقية لمشاكل تتولد في العالم المعولّم. تتمحور الموضوعة في أربعة مجالات أساسية: نقد الرأسمالية المتأخرة (النيو-ليبرالية)؛ دارسات العولمة متعدّدة المجالات ومتقاطعة المجالات؛ ما بعد الرأسمالية؛ والمواطَنة العالمية. تعمل هذه الموضوعة بالاستناد إلى مفهوم نظريّ ومحدّث للعالم المعولم، وتنهض بالتفكير الخلاّق والأصيل في هذا المجال.

ينطلق عملنا البحثيّ من فرضيّة مفادها أنّ فهم العالم المعولم، (وفهم إسرائيل أيضا) يمرّ من خلال فهم الرأسماليّة المتأخّرة. من خلال عمل مجموعاتنا وفرقنا البحثية، نشجّع (من ناحية) النشاط البحثيّ التاريخيّ الذي يتقصى أثر تطوّر الرأسماليّة منذ سنوات السبعين، والعمل البحثيّ النقدي الذي يوضّح تأثير الرأسماليةّ على العلاقات الاجتماعية، والهجرة، وأشكال الحكم والهيمنة، وأساليب الحياة، وخلق الثقافة – من الناحية المقابلة. بكلّ ما يتعلّق بإسرائيل، نولي اهتماما خاصا للنهوض بمفهوم تاريخّي مرّكب يقف عند العلاقة بين الصراعات التاريخية، وتبلور المجموعات، والهُويات، والمفاهيم الحياتيّة، وبين انتقال إسرائيل في ثمانينيات القرن الماضي من مجتمع دولانيّ (تسيطر فيه الدولة على معظم محاور النشاط) إلى مجتمع نيو-لبرالي. هذه المفهوم يسعى إلى ترسيخ الانتقال من الصهيونيّة إلى ما بعد الصهيونية داخل الانتقال إلى تصور جديد للاقتصاد والدّولة والإنسان والحريّة.

في المقابل نسعى إلى النهوض بعلم اجتماعيّ يلائم العالم المعوْلم في القرن الواحد والعشرين، ويتمثل هدفنا هنا في النهوض بمعارف معولمة نقدية تمكّن من خلق اللقاء بين العلوم الإنسانيّة والعلوم الاجتماعية، وقادرة على التعامل مع واقع اجتماعيّ يتطلب تفكيرا خلاقا غير تقليديّ. من خلال سلسلة الكتب "أغراض معولمة" نعيد التفكير بكيفية تركيب سرديات على مواضيع تفكير مركّبة، والتي تطال مجالات معرفية مختلفة، وتستوجب إعمال التفكير المتقاطع المجالات الذي يتجاوز المعارف القائمة في هذا الحقل المعرف أو ذاك.

أما نشاطنا الاجتماعي فلا يسعى إلى النهوض بالممارسات النقدية فحسب، بل يطرح بدائل إيجابية للترتيبات النيو-ليبرالية، تلك التي تتجاوز محدوديّات الاشتراكيّة الديمقراطية. نحن نفهم أنّ مبدأ الربح يضع تحت كنفه قيمًا ومبادئ إنسانية جوهرية، ويعمّق عدم المساواة، ويخلق اغترابا إنسانيا آخذا بالتفاقم، ويُلْحق أضرارًا جسيمة بالطبيعة. وكرد على هذه المسارات والنزعات نعمل مع منظّمات في المجتمع المدني، ومع باحثين وفنّانين في سبيل تطوير ممارسات وبدائل بعْد-رأسمالية، تلك التي تسعى لإعادة ترتيب سلّم الأفضليات ووضع قيم ومفاهيم إنسانيّة ترتكز على المساواة والحرية في صدارته.

تلتزم الموضوعة بالعمل مع باحثين شبان وباحثين من ذوي الباع الطويل، ومع منظّمات المجتمع المدنيّ، ومع فنانين يسعون للنّهوض بأبحاث خلاقة ونوعية، والعمل الاجتماعيّ ذو التأثير الإيجابي في إسرائيل والعالم.

الانضمام الى القائمة البريدية