نحتفل بالتوراة، بطريقة مغايرة بعض الشيء

د. دفناه شرايبر | 11.10.2020 | تصوير: Unsplash

في عيد "سمحات توراة" تحتفل بختمة قراءة التوراة وبدايتها مجددًا بدورةٍ ثابتة.

ولدت كتب معينة نتيجة ظرف تاريخيّ معيّن، وكتب أخرى كانت مسؤولة عن صياغة التاريخ وتدوينه. كتاب "التّناخ" ينتمي للصنف الثاني. على امتداد التاريخ البشري شكّل "التّناخ" (وما زال) دليل اهتداء وبوصلة. قادة سياسيون وعسكريون، وبسطاء الشعب، ومشرّعون-جميعهم جالوا بين صفحاته وسعوا لصياغة واقعهم وبيئتهم وفق استبصاراته وعِبَرِه. ألقى أفراد وجماعات نظرة ثاقبة عليه وخلقوا عالما بوحيٍ منه.

على امتداد عقدين من الزمن نشطت في معهد فان لير سلسلة "نفتتح الأسبوع" التي جسّدت دوريّة تعلّم التوراة: من ناحية نجلس ونتناول هذا النصّ المعياري مرة بعد مرة، ومن الناحية الأخرى نجد فيه في كلّ مرة أفكارًا ومسوّغات وأبعاد جديدة ومتنوّعة. في إطار السلسلة عقدت محاضرات أسبوعية قدّمها خيرة المحاضرين في إسرائيل، وتناولوا "الحصّة الأسبوعية" ومنحوها تفسيرات أصيلة وتقدميّة ومفعمة بالتحديات.

تأسيس هذا الفضاء التفسيري في تسعينيات القرن الماضي كان بمثابة الثورة التي أخرجت التناول التقليدي لـ "الحصّة الأسبوعيّة" من إطار الكنيس والعالم الديني، وأحضرته إلى داخل الفضاء العامّ والعماني. في المقابل شكّل الأمر عودة إلى أصول قراءة التوراة في أيام الاثنين والخميس التي كانت أيام ارتياد السوق في العالم القديم. في تلك الأيام لم يجر التعامل مع قراءة التوراة كطقس وصلاة أو تعبير عن الدين فحسب، بل كتعبير عن الفكر أيضا. الجميع يسمع الآيات نفسها، وكل واحد يفهمها بطريقته ويفسرها وفق منهجه الحياتي. وهذا ما يحصل في هذه السلسلة.

سلسلة المحاضرات كرّست "الحصّة الأسبوعية" كجزء من الثقافة الإسرائيليّة واليهودية بعامة، وشجعت المفهوم القائل بأنّ لكل رجل وامرأة مكان لدراسة تفسير التوراة، بدون علاقة لانتمائهم لهذا القطاع أو ذاك.

عرضت سلسلة "نفتتح الأسبوع" خلال سنوات عملها مرآة رحبة وأصيلة ومتنوّعة لاجتهادات في تفسير خمسة أخماس التوراة.

الآن، وعلى شرف عيد "سمحات توراة" يسرّنا إتاحة المحاضرات التي ألقيت على امتداد السنين في هذه السلسلة المشوّقة

الانضمام الى القائمة البريدية