في دائرة الضوء: فاردا شيفر

15.11.2020 |

لا يشكل معهد فان لير مؤسّسة فكرية تتناول تطوير الأفكار الرياديّة فحسب، ولا يشكل فقط بناية ذات حضور بارز في قلب حرم جامعي جميل في القدس. بالنسبة لنا -نحن العاملين في المعهد-يشكل فان لير مكانا للصداقات الحقة، والعمل الجماعيّ والدعم المتبادل.

إذن من نحن-العاملين؟ فكّرنا أن نقوم بين حين وآخر بتسليط الضوء على النساء والرجال الذين يقعون في قلب النشاط في فان لير كي يتذوّق الآخرون بعضًا من تجاربنا اليوميّة في هذا المكان.

خرجنا إلى الحقل وأجرينا مقابلات مع عاملين وعاملات كي نعرض عليكم زاوية مختلفة بعض الشيء لمعهد فان لير

بعد المحادثة مع رونيت تابييرو، سنلقي الضوء هذه المرّة على د. فاردا شيفر

فاردا هي زميلة أبحاث مرموقة في المعهد، وشخصية معروفة في مجال القيادة التربوية في إسرائيل وهي معروفة جدا لدى معظم الناشطين في حقل التربية والتعليم. في السنوات السبع الأخيرة قادت فاردا في المعهد بحثا قام بفحص الحوكمة المدمجة لتحسين التربية والتعليم في البلدات التي تقع في مناطق الأطراف في إسرائيل. السؤال الذي طرحه البحث هو التالي: هل تستطيع طواقم قيادية في السلطات المحلية الضعيفة والمهمّشة أن تتحمل مزيدًا من المسؤوليّة والصلاحية في سبيل قيادة أجهزة التعليم في بلداتها. هذه الفكرة بدأت تشهد زخما في الفترة الأخيرة، وقد تدفع إلى تغيير حقيقي في جهاز التربية والتعليم في إسرائيل. في هذه الأثناء نجد متعة بالغة في التحدث مع فاردا والاستفادة من أقوالها مرة تلو مرة.

حدثينا عن نفسك يا فاردا، وكيف بدت حياتك قبل فان لير؟

أعتقد أنني الناتج المتوقّع للجيل الثاني من الناجين من المحرقة، والجيل الأول لنهضة شعب إسرائيل. ولدت في "تسينتروم" ("مركز" بالألمانية) تل أبيب في داخل ال"غيتو" الذي تحدث الألمانية. المكونان الأساسيان اللذان كان لهما أكبر الأثر على حياتي قبل انخراطي في الخدمة العسكرية الإلزامية هما دراسة الموسيقى على امتداد 13 عاما، على الرغم من موهبتي المحدودة في المجال، وانخراطي في حركة "هَتسوفيم" التي نشطتُ فيها بكثافة حتى مرحلة التجنيد الالزاميّ. باختصار: سعيت بكل جوارحي لأن أكون إسرائيلية. الخدمة العسكرية كانت مهمة جدا بالنسبة لي لكنها كانت مرحلة صادمة: خدمت في "حفرة" شعبة العمليّات في سنوات حرب الاستنزاف وسبع سنوات إضافيّة في الخدمة الاحتياطية كنت فيها "فتاة عمليات"-تلك التي تسجّل يوميات العمليات. جرى استدعائي للخدمة الاحتياطية في يوم الغفران في العام 1973 في الساعة الثانية عشرة ظهرا، وسرّحت في الثالث والعشرين من كانون الأول كشخص مختلف تماما.

تقدّمت مسيرتي المهنيّة على محورين، وإلى جانب العمل كنت منخرطة في النشاط الاجتماعي. عملت لمدة 16 عاما في مكتب مراقب الدولة في الرقابة على جهاز التربية والتعليم، وعملت 16 سنة إضافية في صندوق مانديل- إسرائيل، وبين هاتين الفترتين خضت تجربة مثيرة في مفوضية خدمات الدولة حيث شغلت منصب العالمة الرئيسية عندما كان يتسحاك غال-نور مفوّض سلك خدمات الدولة. الوظيفة الأهم بالنسبة لي هي إقامة مركز مانديل للقيادة في النقب وإدارته. في مقابل عملي كنت نشيطة في الفرع الإسرائيلي لمنظمة العفو الدولية (أمنستي)، والتي تعتبر مدرسة مرموقة لحقوق الإنسان، وانخرطت في إدارة صندوق إسرائيل الجديد ولجانها المختلفة، وفي منظمات أخرى عديدة.

كيف يرتبط كل هذا بالأمور التي تنفذيها في المعهد؟

عملي في المعهد شكّل المرحلة التالية من العمل في مركز مانديل للقيادة في النقب. كل وظيفة تبوئتها في صندوق مانديل شكلت بمفهوم ما نقدًا للإطار السابق الذي أقمته أو أدرته، لذا فإن مشروع البحث في السلطات المحلية الذي قدته في المعهد شكّل نقدا لعملي في النقب.

ما هو المجتمع الفاضل بنظرك؟

مجتمع مكترث، نشيط في الدفاع عن الديمقراطية، وعن حقوق الإنسان، وعن حقوق المجتمعات المحلية. مجتمع غير خامل. مجتمع تتوفر لدية بنية تحتية للاتفاق حول قيم أساسية. مجتمع تقل فيه الشروخ ويكثر فيه التعاطف.

? هل لك أن تشركينا بإحدى تبصراتك من العمل؟

امر اعتيادي للغاية-الناس يشبهون بعضهم البعض. جميعنا نريد الأمر ذاته لأبنائنا، وجميعنا نتخيل مستقبلا جيدا على نحو مشابه. نعم. نحن نولد متساوون. وامر آخر: يمكن للتحسين في الظروف الخارجية والتربية اللائقة أن يحسّنا الفرص والحظوظ، وبما أن جهاز التعليم لدينا فاشل للغاية، يعتريني الكثير من الغضب على الأمور التي أراها في الحقل، أكثر من الناس الذين أعمل معهم. بعض هؤلاء راضون عن الوضع، وبعضهم لا يؤمنون بإمكانية التغيير. يبدو أنني ما زلت أؤمن أن الأمر ممكن.

ما الذي لم يكتب في سيرتك الذاتية؟

على الرغم من كل شيء ما زال في داخلي الكثير من الموروث الييكي (ييكي: ألماني). استمع بكثرة للموسيقى الكلاسيكية: الأوبرا، الغناء الفني، والجاز أيضا

 

هيا نلخص بكلمة واحدة

عندما تكبرين ستكونين:

مرِنة.

لو لم تكوني باحثة لكنت؟

ربما مغنية؟

الحقل المعرفيّ الأهم بنظرك؟

على الرغم من أنني انتمي رسميًا لمجال العلوم السياسية، إلى أن الحقل المعرفي الذي أثر علي أكثر من غيره هو علم الاجتماع.

المفهوم النظري الأهم:

التعاطف وليس الشفقة

المفكر/ الباحث الأهم:

جون رولز الشاب، مع نظرية العدل

زاويتك في فان لير؟

الرواق العلوي للبناية التاريخية. مفترق مركزي، وغير هامشي، ومكان مفضل لإجراء محادثات حول عملنا في البلدات في النقب وبعامّة.

معهد فان لير هو:

مكان آمن

 

فاردا الغالية. شكرا جزيلا. في كل محادثة معك يتعلم المرء أمورا جديدة.

الانضمام الى القائمة البريدية