ما بين الهوية الجزئية والكلية جاآلين آهانوف و"أسرلة" الشرق أوسطية (ليفانتية)

طالي شيف
article icon

يتوخّى هذا المقال الكشف عن معنى تعبير “ليفانت” (الشرق أوسطية ) – أي ذلك المزيج بين الشرق والغرب الذي يُنظر إليه على أنه منحط وزائف – وذلك عبر التوقّف عند الخطاب الصهيوني القومي للمجتمع الإسرائيلي في فترة تأسيسه الأولى . يتلخّص الادعاء الأساس في هذا المقال بالقول إنه يتعيّن معاينة الحوار الذي تطوّر في الصهيونية بشأن الشرق أوسطية بوصفه جزءًا من حوار قومي أشمل يهدف إلى تشكيل أو تصوير الأقلية بوصفها أغلبية . إنَّ آتابات المفكرة المصرية اليهودية جاآلين آهانوف والنقاش الجماهيري الذي أثارته في الفترة التأسيسية لإسرائيل هي القاعدة التي يقوم هذا المقال بمناقشته ا. ويتلخّص طرح المقال بالقول إنه خلافًا للتفسيرات السابقة لفكر آهانوف، يتعيّن علينا معاينة مفهوم آهانوف للشرق أوسطية بوصفها مؤشّرًا لنزعة أشمل اتّسم به الخطاب الصهيوني في العقود الأولى لإنشاء دولة إسرائيل . تسعى آهانوف إلى تحويل الشرق أوسطية إلى فكرة مرغوب بها على صعيد الهوية وذلك عبر “استيراد” الثقافة الشرق أوسطية الهجينة من سياق مجتمع الأغلبية إلى سياق مجتمع يهودي سيادي في إسرائيل. إنَّ القاسم المشترك بين آهانوف وأهرون أمير، محرّر مجلة “آيشت”، هو اشتراآهم بهذه المحاولة “لاستيراد” ثقافة شرق أوسطية هجينة من سياق الأغلبية إلى سياق الأقلية . لقد تماثلت آهانوف مع مجلة “آيشت”، والتي منحتها تأشيرة الدخول إلى صميم الخطاب الفكري في إسرائيل في فترة تأسيسها الأولى . يوضح هذا الطرح الأيديولوجي المشترك آيف تم استغلال تعبير الشرق أوسطية في السنوات التأسيسية الأولى للمجتمع الإسرائيلي ويعرض أمامنا منظورًا جديدًا بشأن مكانة الهوية الهجينة الوسيطة في إطار خطاب الأقلية التي تسعى إلى تصوير نفسها آأنها خطاب أغلبية.

 

 

مقالات اخرى في هذا العدد

No posts found.

الانضمام الى القائمة البريدية