يضم كتاب "الشرقيون في إسرائيل" بين صفحاته مجموعة من الأبحاث التي تسلّط الضوء على مكانة الشرقيين في المجتمع الإسرائيلي من وجهات نظر نقديّة حديثة. في محور الكتاب محاولات لتخليص التعامل مع الشرقيين من التصنيفات السائدة في النقاشات والأبحاث حول المجتمع الإسرائيلي، ووضعها في إطار جدالات ما بعد الاستعمار. هذه الأبعاد الجديدة تهدف إلى إعتاق البحث من مفهوم الشرقي كضحية، وتجري عوضا عن ذلك مُشاهدة مزدوجة ومرنة تُضيء مواقع جديدة لصياغة الهوية والاحتجاج في المجتمع الإسرائيلي.

أحد المحاور الأساسية المتكرّرة الذي يشكل موضوعةً رئيسية هو تحدّي الرواية المهيمنة حول المقاومة الشرقية. تدّعي الرواية المهيمنة تدعي التحول الفاصل في المقاومة الشرقية يبدأ في أحداث وادي الصليب (1959)، مرورا بالفهود السود، وصعود الليكود إلى الحكم في العام 1977، وإقامة حركة شاس. في المقابل، تُظهر الأبحاث في هذا الكتاب أن المقاومة الشرقية بدأت مع بداية الهجرة إلى إسرائيل وتتواصل طوال الوقت مواقع مختلفة- في الموشافيم، والمؤسسات التربوية، وفي المجال السياسي، وفي الصحافة والأدب. يُجري هذا الملف مراجعة مجدّدة لسؤال الهُويّة الشرقيّة من داخل خارطة الهُويّات الإسرائيلية التي تقع في صلبها هُويات غير متجانسة كاليهودية والعربية.

يستخدم الكتاب منهجيات بحثية متنوعة نحو علم الاجتماع والأنثروبولوجيا، والتاريخ، والتربية، والفلسفة، والدراسات الأدبية والعلوم السياسية، ويدمجها معا بغرض الخروج بمقولة جديدة حول الشرقيين في إسرائيل.

نفذت الطبعة