العلمنة والعلمانيون

مراجعات متداخلة المجالات

تحرير

يوخي فيشر

الناشر دار النشر معهد فان لير ودار النشر هكيبوتس همِؤوحاد
اللغة العبرية
سنة الإصدار 2016
سلسلة سياقات دراسية

في النصف الاول من القرن العشرين سادت في العالم الغربي (وبعدئذ في ارجاء العالم) فرضيّة مفادها أنّ ثمّة مسار حتمي من العلمنة والذي سيفضي في نهاية المطاف إلى اختفاء الديانات أو دفعها نحو الهامش في أقل تقدير. لكن يتبيّن أنّ الغلبة لم تكن للعلمانيّة وقيَمها في ما بدى كصراع بين العالم الدينيّ والعالم العلمانيّ، و ما فتئ الدين أن عاد إلى المنصّة المركزيّة عبر طرق عديدة ومتنوّعة. كيف يمكن لنا أن نفسّر ما بدى أنّه نقطة تحول او أزمة في أتجاه العلمنة والعلمانية؟ ما هي مؤشّرات هذه الأزمة وكيف ترتبط هذه المؤشرات بخصائص الديانة المسيحيّة وبجذور العلمنة؟ وهل يتوجّب علينا بعد عودة الدين أن نرمي مفهوميّ "العلمانيّ" و"العلمنة" إلى سلّة المهمَلات والتعامل معها كمفاهيم ضبابيّة وخلافية ومتعلّقة بالسياق؟

 

نقطة انطلاق كتاب "العلمنة والعلمانية: مراجعات متداخلة المجالات" هو الإدراك بأن التنازل عن ثنائية الدين/ العلمانية لا يعني تنازلا عن محاولة فهم مسارات العلمنة فهما عميقا. هذه المجموعة من المقالات (التي تعتمد على عمل مجموعة دراسية في معهد فان لير في القدس) تعرض معاينة مجدّدة ونقديّة ومتعدّدة الأبعاد لمفهوم العمانيّة ومسارات العلمّنة، ومن وجهة نظر مقارنة؛ يتوقّف الكتاب عند مدلولات هذه التصنيفات بمساعدة مراجعة فلسفية وتاريخية وسوسيولوجية، في عصر يطلَق عليه أحيانا اسم "ما بعد العلمانيّة". كتبت المقالات من قبل خيرة الدارسين في هذا المجال، وبعضها يتناول الجذور التاريخيّة والفلسفيّة للعلمنة والعلمانيّة بنظرة عامّة، ويناقش بعضها الآخر تعدّد أبعاد هذه الظاهرة في السياق اليهوديّ- الإسرائيليّ.

 

يعترف الكتاب بمركزيّة مفهوميّ العلمنة والعلمانية بالنسبة للحداثة، إن كانت تلك مركزيّة حقيقيّة أم متخيلّة، لكنّه يقر في الوقت ذاته بنسبية المفهومَين وتراكبيّتهما ومدلولاتهما المتناقضة في بعض الأحيان.

الانضمام الى القائمة البريدية