يتمثل هدف المختبر في خلق مساحة للفكر والبحث متقاطعا المجالان اللذان يتمحوران في تطوير وجهات نظر تحليلية جديدة، يكون بمقدورها التعامل مع الواقع الجندريّ بكل تشكلاته الجديدة والمتواصلة.
الفرضية التي ينطلق منها المشروع هي أن المفاهيم التي شكلت قاعدة مفهوم الذات السياسية الليبرالية (والنسوية) كالحرية والاختيار والمساواة، (ومفاهيم العمل الاجتماعي والفرضيات حول السبل التي تصوغ فيها القوة الاجتماعية الذوات التي صاغت فكر الموجة الثانية والثالثة في النسوية) تجد صعوبة في توصيف الواقع الآني المركب لعلاقات القوة الاجتماعية، والتمكين من العمل داخلها. لذا فإن المطلوبة هي أدوات نظرية تمكّن من إجراء عملية تأمل مركّبة لحلبات مختلفة من الواقع الجندريّ من خلال الإصغاء للنحو الذي تصمم فيه النساء (وأنواع اجتماعية أخرى) ذاتيتهن داخل مؤسّسات ومساحات اجتماعية، ومن خلال المحافظة على تبصّرات نقدية بكلّ ما يتعلّق بالترتيبات الاجتماعية المجندرة المعاصرة.
تسعى المشاريع المختلفة في إطار المختبر إلى خلق أطر نظرية تمكّن من فحص كيفية تصميم الجندر اليوم لذات تعمل في حلبات اجتماعية مختلفة؛ وما هي القوى والترتيبات الاجتماعية التي تصمم هذه الذاتية النشطة. في هذا الإطار يسعى المختبر أيضا إلى فحص مكانة وطابع النقد النسوي، وتشكلاته، وقدرته على أن يشكل قاعدة للتنظم الجماعي، وصياغة المعرفة والنشاط السياسي.
يعمل المختبر في معهد فان لير في القدس منذ العام 2018 وتقام في إطاره أنشطة بحثية وأخرى تتوجه للجمهور الواسع، ومن بينها: ورشة للباحثات "التفكير بمفردات نسوية"؛ محاضرة البروفيسورة إيفا فيدير كيتاي (Eva Feder Kittay) حول مفهوم العدل المرتكز إلى العلاج؛ محادثة جماعية "النسوية في أيام الكورونا: مشاعر، سياسة، ونشاط"؛ وسلسلة أفلام قصيرة مع عدد من الباحثات - "أفكار نسوية حول ما بعد الوباء".