ورشة العمل 'إعادة التفكير في المعرفة القابلة للتّعميم: نظرة من الأسفل' هي ثمرة تعاون بين معهد "شحاريت" ومعهد ڤان لير، وقد عقِدت في أيار 2025 بمشاركة نحو 30 باحثًا وباحثة، وناشطين وناشطات اجتماعيّين من إسرائيل ومن أنحاء العالم. يتقاسم المشاركون في الورشة، الرؤية الفكريّة التي تسعى موضوعة 'تحدّي الحياة المشتركة' إلى تعزيزها، وقد خاضوا معًا رحلة فكريّة امتدت لثلاثة أيام في قلب المجتمع الإسرائيلي. سعت الورشة إلى الربط بين النظرة المحليّة والنظرة العالميّة، وبين النظرية والتطبيق، وبين المركز والمناطق الطّرفية، جغرافيًا وفكريًا على حد سواء، وكل ذلك من خلال التركيز على تحدّيات الحياة المشتركة، وانطلاقا من الإدراك بأنّ المعرفة النظريّة المتوفّرة لدينا حول التعدّدية لا تقدّم إجابات كافية للمشكلات التي تنبع من الواقع .وقد ركّزت جولات الورشة الميدانية على ثلاث حالات اختبار: التوترات بين الحريديم وسائر المجتمعات المحلية في أشدود، ومسيرة "الفخر" والاعتراضات عليها في القدس، ونضال البدو في بلدة "الفرعة" في النقب من أجل  نيل الاعتراف والحقوق.على هذا النحو، تكشّفت أمامنا أنماطٌ مختلفة من الحياة المشتركة التي تتشكل 'من الأسفل'، انطلاقًا من واقع مليء بالتوترات-وحتى بالصدامات في بعض الحالات- بين منظومات قيم ومجتمعات محليّة مختلفة. النّظر إلى هذه الأنماط من زاوية الواقع المحليّ واليومي يُقرّ بأن الحلول المستدامة تنبع غالبًا من تجارب الحياة ومن المبادرات الإبداعيّة للمواطنين أنفسهم، ولا تفرَض بالضّرورة من الأعلى، أو تأتي من معرفة خارجيّة ونظرية. وقد وضعتنا كل محطّة من محطاّت هذه الرحلة أمام أسئلة جوهريّة بشأن حدود الشراكة والتسامح، وبشأن الاعتراف والتمثيل، وكذلك بشأن حدود المعرفة – تلك التي يتمسك بها الكثيرون في الأوساط الأكاديميّة وفي صفوف المجتمع المدني."

الفرضيّة الأساسية التي انطلقت منها النقاشات والأنشطة في الورشة هي أن المعرفة النظرية حول الحياة المشتركة والتنوع ترتكز على قواعد تفكير ليبرالي يعجز عن تقديم استجابات كاملة وفعّالة لفهم التوتّرات العميقة التي تُفضي إلى تصاعد التنافر في إسرائيل والعالم، لا سيّما التوتّرات بين المجتمعات الليبْرالية وغيرها. سعت الورشة إلى توسيع الأفق التفسيريّ والمخيّلة السياسية، ولهذا الغرض، نظّمت لقاءً متعدد الثقافات، غنيًا ومثيرًا، جمع مشاركين ومشاركات من خمس دول هي: إسرائيل، أوغندا، الهند، صربيا، وبريطانيا، إلى جانب فاعلين وفاعلات من ميادين متعدّدة، حيث  أضاءت هذه اللقاءات جوانب جديدة من القضايا المحوريّة التي تشغلنا هنا في إسرائيل، وهي قضايا ترتبط ارتباطًا وثيقًا بتحديات الحياة المشتركة في مجتمعات أخرى حول العالم.

סדנת שותפים לדרך