من المبكر نعي علم الاجتماع في إسرائيل، وخير دليل على ذلك هو كتاب أجيال، مواقع، هويات: منظورات معاصرة على المجتمع والثقافة في إسرائيل. هذا الكتاب مقدّم لمؤسس علم الاجتماع الإسرائيلي البروفيسور شموئيل نواح آيزنشتادت بمناسبة بلوغه سن الثمانين. على الرغم من الإدعاء بـ"أفول علم الاجتماع الإسرائيلي" والإعلان عن العقد الأخير بأنه "السنوات الضائعة لعلم الاجتماع الإسرائيلي"، فقد جاء هذا الكتاب ليُظهر وجود فضاء بحثي ثري ومتنوع ومفعم بالتحديات، وذاك الذي يلامس القضايا المركزية المطروحة على أجندة المجتمع في إسرائيل.

يخلق الكتاب لقاء بين علماء اجتماع إسرائيليين ينتمون لأجيال وبراديمات مختلفة، ويضم داخل صفحاته أبحاثا معاصرة تتكاتب مع أبحاث وباحثين من أجيال سابقة، وتناقش مفاهيم آيزنشتادت وتلاميذه بالنسبة للمجتمع في إسرائيل. لكنّ المساهمة الأساسيّة لهذا الكتاب تتمثل في عرض منظورات مُحدّثة لفهم المجتمع وصياغة أجندة سوسيولوجيّة- بحثية ونظرية- جديدة ورحبة. التنظيم الداخلي للكتاب يتخطى الحدود بكل ما يتعلّق بتصنيفات النقاش المتعارف عليها، ويعرض نظرات جديدة ونقديّة لفهم المجتمع في إسرائيل والعلاقات المتنوعة القائمة بين مواقع اجتماعية على محور الزمان والمكان والثقافة: بين أجيال من الباحثين وأجيال اجتماعية، وبين العالمي والمحلي، وبين قوى سياسية- دولانية واقتصادية وثقافيّة.

يعالج الكتاب القوى المركزية التي تصوغ وتصمّم المجتمع والخطاب الاجتماعي في إسرائيل، لكنه يضيء في الوقت ذاته حصّة وموقع مجموعات مستضعَفة في المجتمع ومجموعات أخرى تتحدى الترتيبات المهيمنة- مجموعات جرى دفعها نحو هامش الأبحاث والخطاب العام. لا يدور الحديث عن مؤلّف بحثي حول المجتمع الإسرائيلي فحسب، إنما أيضا حول كتاب يقترح طرائق تفكير مغايرة ومحدّثة حول هذا المجتمع.

"هذا الكتاب يضم عددا كبيرا من المقالات اللامعة التي يستطيع القراء من خلالها تعلم الكثير حول المجتمع الإسرائيلي المعاصر (غيل إيال، جامعة كولومبيا، نيويورك).

هذا الكتاب هو بمثابة احتفالية سوسيولوجية، لذا فهو يشكّل أجدر السبل لتكريم شموئيل نواح آيزنشتادت . يخلق هذا المؤلَّف مدارك جديدة ومهمة حول المجتمع في إسرائيل، ويقترح "نظرة فوقية" مثيرة وحيوية (أليكس فيانغرود، جامعة بن غوريون في النقب).