الربّ كمتعالِج، وغرفة المتصوّف الكَباليّ العلاجيّة

الكَبَلاه وفق طريقة "آري" كخطاب طبّيّ

تأليف

أساف تماري

الناشر دار النشر معهد فان لير ودار النشر ماجنس
اللغة العبرية
سنة الإصدار 2023
سلسلة سياقات دراسية

في العالم الذي يعيش فيه الربّ حالة من الانكسار العميق، ما المطلوب لإعادة تلحيم الشظايا؟ كيف يمكن تقويم الرب وعالمه، وما الذي قد يمَكّن بأن تكون عمليّة التقويم فعّالة ومؤثّرة؟ هذه الأسئلة تقع في قلب "الكَبَلاه" بحسب طريقة "آري" (هو الراب المتصوّف اليهودي إسحاق بن شلومو لوريا)، التي تعتبر ذروة إبداع صفد في القرن السادس عشر، وتعتبر أيضا إحدى الظواهر التأسيسيّة للفكر اليهوديّ المعاصر. يعرض الكتابُ المطروح أمامكم التعاملَ مع الخطاب الطبيّ-المعرفة، واللغة وسبل تفكير ومفهمة الطب-كمفتاح مهم في البحث اللورياني (نسبة إلى الراب لوريا) حول شروط إمكانية تصحيح الكينونة.

اشتهرت الكّبَلاه حسب طريقة آري بفضل حكايته المعروفة حول تاريخ الكينونة-الاختزال، "شفيرات هَكيليم" (مفهوم مركزي في طريقة آري)، وعالم التقويم الذي يعّد فيه للإنسان غاية مركزية. يعرض كتاب أساف تماري نقطة بداية مغايرة لفهم خصوصية الكَبَلاه وفق طريقة "آري": لغتها الاستثنائية. نتحدث عن لغة جافة وتقنيّة، مشبعة بالتفاصيل وتفاصيل التفاصيل، وثمة حضور شامل وأساسي لجسم الإنسان في إطارها، كحجر أساس لكل توصيفاتها. يعرض الكتاب التعرّف على هذه اللغة كلغة طبيّة. لا ينبع التشخيص من التحليل النصيّ للمادة المكتوبة فحسب، بل يرتكز أيضا على النشاط الطبيّ المتشعب للراب حاييم فيطال، وهو أهم تلاميذ الراب لوريا، والذي تميز بكونه نظرية وعملية على حد سواء، وعلى ترسخه في سياقاته التاريخيّة والجغرافيّة في شرقي حوض البحر الأبيض المتوسط.

يصف الكتاب بإسهاب كيف يستخدَم النشاط الطبيّ مفتاحا لفهم مدلولات وخصوصيّات أبعاد مركزية في طريقة "آري" في الكّبَلاه. مفاهيم أساسية لوريانية (نسبة إلى لوريا)، كالاستشفاف والتزاوج، تتأسس على مفاهيم واعتبارات طبية، لكن هذا التأسيس يطال أيضا الجانب التنفيذي، ألا وهي طريقة المتصوف الكَبالي لتقويم الإنسان والرب. الإنشاء الطبيّ هو موديل خصوصية ومقاصد وتقويمات الكَبَلاه وفق طريقة "آري"، ووصفاتها الطبية. في القسم الأخير من الكتاب يتكشّف كيف يتحول الرب في الكَبّلاه اللوريانية إلى متعالِج مركزي من خلال التشكّلات الصامتة للخطاب الطبي، وكيف يصوغ هذا الخطاب فضاء اللقاء بين المتصوف الكباليّ وربّه على هيئة غرفة علاجية. من أجل تحقيق غايته، يعمل الكباليّ  اللورياني كطبيب ملك الملوك، ويطلَب منه أن يرافق الملك في أنشطته الأكثر حميمية. وكسواه من الأطباء فهو يحتاج إلى المعرفة، وطرائق علاج (ولغة) تقنية دقيقة ومفصلة بدرجة عالية.

الانضمام الى القائمة البريدية