تتفاقم في السنوات الأخيرة الانتقادات تجاه أجهزة التربية والتعليم الحكومية الرسمية على ضوء نتائجها الهزيلة وغير المُرضية. هذه الانتقادات طالت جهاز التعليم الإسرائيلي المطالَب بتفسير أسباب عدم تمكّن أولاد دولة إسرائيل من تبوء مكانة أعلى في الامتحانات الدولية، وتفسير نسب التسرب المرتفعة للغاية وتفاقم العنف في صفوف الطلاب، واتساع الفجوات بين الطلاب الذين ينتمون لشرائح سكانيّة مختلفة على الرغم من الموارد الهائلة التي تستثمرها الدولة في التعليم الرسمي. تكمن فرصة تحسين إنجازات جهاز التعليم (على نحو كبير) باستعداد أفراده للخضوع للمساءَلة المهنيّة (accountability)، وبالقدرة على تحميلهم المسؤولية. على الرغم من ذلك، يتميّز هذا الجهاز بشروط بنيويّة وبشروط عمل تجعل من الصعب القيام بذلك، وتمكّن الراغبين في التهرب من المساءلة من القيام بذلك. كتاب: المساءلة في التربية والتعليم: بين التّوطيد والانحلال يسير على خط التماس بين الخصائص البنيوية لجهاز التربية والتعليم الإسرائيلي وسيروراتها، وبين تصوّرات المربين حول تحمل المسؤولية. يسعى الكتاب إلى مراجعة تصوّرات العاملين في حقل التربية والتعليم حول تحمّل المسؤولية والطريقة التي تصوغ فيها هذه التصوّرات سلوكيّاتهم المهنيّة. هذه المراجعة ترتكز على موديلات نظريّة وعلى مقابلاتٍ مع أفراد جهاز التّعليم على مستوى المدارس والألوية، وعلى المستويات المحليّة والقُطرية. جودة المعلومات القائمة وطريقة نقلها داخل الجهاز هما المنظوران اللّذان تجري من خلالهما هذه المراجعة. ينطلق الكتاب من فرضيّة مَفادها أنّ غياب المعلومات المتّصلة والواضحة والشفافة والمحدّثة يحدّ من الاستعداد لتحمّل المسؤولية ومن إمكانية مطالبة الأفراد القيام بذلك. تستعين مقالات الكتاب بتحليل المعلومات المستخلَصة في الجهاز وسبل نقلها بغرض تقييم إمكانيّة تحمل المسؤولية من قبل العاملين في المجال التعليمي. تصنيفات: جهاز التربية والتعليم، تحمل المسؤوليّة، المسؤولية المهنيّة