مَذمّة

فصول في أنطولوجيا الأخلاق

تأليف

عادي أوفير

الناشر دار النشر معهد فان لير ودار هَكيبوتس هّميؤوحاد
اللغة العبرية
سنة الإصدار 2000
سلسلة سياقات دراسية

ماذا تبقى من الأحكام الأخلاقية في عصر التشكيك بجميع الحقائق؟ وهو العصر الذي أعلن فيه أنّ جميع المعتقدات نسبية، وتعرض فيه المعرفة كمن تتداخل تداخلا لا رجعة فيه في سياسة المعرفة. هل ثمة مكان في حالة ما بعد الحداثة هذه لنظرية أخلاق تأخذ على عاتقها أسس نقد ما بعد حداثوي للطموح الإنساني في المعرفة وفرض الأحكام والفهم؟

المذمّة هو نص فلسفي أصيل يحاول الاستجابة لهذا التحدي، ويتتبع هدى نزعة مركزيّة في فلسفة الأخلاق المعاصرة، والتي تبلورت في أعمال الفلاسفة الفرنسيين عمانوئيل لافيناس وجاك دريدا وجان فرنسوا ليوتير. يقوم النص بتطوير هذه الأعمال مستعينا بميشيل فوكو وحانه أرنديت وجان بول سارتر، وكارل ماركس.

يقوم عادي أوفير في هذا المؤلف بعرض نظرية الأخلاق، وفي جوهرها تفسير جديد لمفهوم الشر: لا يشكّل الشرّ مركبا مظلما في روح الإنسان، وهو ليس بالمركب الشيطاني الذي يوجه سلوكه من الخارج، إنما مجمل الأمور السيئة الزائدة، أي الشرور غير الضرورية في المجتمع. على سبيل المثال فإن السوق الرأسمالية أو الدولة القوميّة هما منظومتان لترتيب وتنظيم إنتاج وتوزيع الشرور غير الضرورية.

يفكر أوفير فلسفيا باللغة العبرية، ويكتب بلغة واضحة وأسلوب متميّز، ومن خلال التّواصل الوثيق مع الكينونة الإسرائيلية. توفّر حالة الاحتلال في الأراضي المحتلة عددا من النماذج الصرفة للفقدان والمعاناة غير الضروريين، مما يحدد الفضيحة الأخلاقية الكامنة في هذا الاحتلال.

يُستهلّ الكتاب بتحليل تجربة الفقدان والمعاناة، وينتهي بمراجعة مجددة لإبادة يهود أوروبا كتعبير مطلق عن الشر. يعرض أوفير تحليلا نقديا للادعاء الرائج حول تفرّد الكارثة، ويعمل على إعتاق الفكر حول الشر من الظل الثّقيل لمعسكر الإبادة أوشفيتس بغرض العودة للتفكير بالشر الذي يطرق بابنا الآن: في صفوفنا- بين العمالة الأجنبية والأشكال الحديثة للاحتلال، ومع بقية العالم- دائما على شفا كارثة ما، في عصر تشكّل فيه نهاية العالم صنيعة بشرية محتملة.

الانضمام الى القائمة البريدية