سيرورات التغيير والتحولات التي شهدتها دولة إسرائيل منذ قيامها لم تستثني السكان العرب الذين وصلت نسبتهم في عام 2011 إلى ما يقارب 18% من مجمل سكان إسرائيل.
تحتل ديمغرافيّة المواطنين العرب في إسرائيل اليوم موقعًا مركزيًا في النقاش العام في البلاد، ويبدو أثرها واضحًا في التخطيط الإقليمي، وتخصيص الموارد، وفي مجالات أخرى تندرج ضمن مجالات السياسة العامّة. أسفر هذا الانشغال بالديمغرافيا في الخطاب العام عن نشوء نزعات ملفتة للاهتمام ومُقلقة في آن واحد- من رِهاب الديمغرافيا (ديمغرا-فوبيا)، وصولا إلى الهندسة الديمغرافيّة، وهي نزعات تعزِّز إقصاء وعزل السكان العرب من الناحيتين الإقليمية والأدائية.ك

ما الكتب الثلاثة الذين سبقته، يُدرج كتاب المجتمع العربيّ في إسرائيل (4) بيانات ومعلومات عن السكان العرب في إسرائيل، ونقاشات تتعلق بقضايا مركزيّة ذات صلة بالمجتمع العربي . يتجسّد التجديد الذي يحتويه هذا الكتاب، مقارنة بسابقيه، في انشغاله الأساسيّ بمسألة الديمغرافيا من شتى جوانبها، وتقوم المقالات الواردة في الكتاب بتحليل تحولات ديمغرافيّة تأخذ مجراها في صفوف السكان العرب، وبفحص مواقف الجمهور اليهوديّ والجهاز القضائيّ من هذه المسارات.

شارك في إعداد هذا الكتاب باحثون عرب من ذوي الاختصاص في مجالات المجتمع والقانون، وترأسهم الجغرافيّ ومخطط المدن البروفسور راسم خمايسي، وأشرف على تركيز البيانات الإحصائيّة المحرّر الاحصائيّ للكتاب رمسيس غرّة، بمساعدة طاقم من الإحصائيين. تُلقي إسهامات كل هؤلاء الضوء على أوضاع المجتمع العربيّ في الواقع الإسرائيليّ المعقّد، في مطلع العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين.

يشكلّ كتاب المجتمع العربيّ في إسرائيل 4: السكان، المجتمع، الاقتصاد أداة بحثية بالغة الأهمية، وقد أعدّ هذا الكتاب للباحثين في شأن المجتمع العربيّ في إسرائيل، ولصنّاع القرار، والاعلاميين، والطلاب، ولكل من يسعى إلى التعرّف، بالشكل الأفضل، على المجتمع العربيّ في إسرائيل.