المحرقة والتاريخ: انقطاعات في زمن ما بعد الحداثة
يسعى المقال إلى فحص التساؤل ما إذا كانت المحرقة ودراستها قد أثرا على الحقل المعرفي لموضوع التاريخ. ويدعي الكاتب أنه على الرغم من أنه يمكننا ملاحظة مثل هذا التأثير في بعض المجالات الداخلة ضمن هذا الحقل المعرفي (مثل دراسة الإبادة الجماعية ودراسة الذاكرة الجمعية)، يبدو أنها لم تؤثّر على مستوياته العميقة. يركّز المقال على نقاشين نظريّين يحملان طابع ما بعد حداثوي عرضا في إطار الحقل المعرفي لموضوع التاريخ ويسعى إلى فحص تأثيرهما على هذا الحقل المعرفي ذاته. يتناول النقاش الأول مسائل تخص قضية التمثيل ويناقش كتاب يحمل العنوان “سبر أغوار حدود التمثيل” (Probing the Limits of Representation)، حرّره الباحث شاؤول فريدلندر في العام 1992، والذي يعتبر أحد الكتب المركزية المؤسّسة لهذا النقاش. إن المثير للانتباه هو أن هذا النقاش، على الرغم من أنه كان جريئًا جدًا على الصعيد النظري، فإنه لم يترك ظاهريًا آثارًا عميقة وواسعة على ممارسة كتابة التاريخ.
ويتناول النقاش الثاني سيرورات استحداث المعنى في التاريخ والذي ساهم في ظهور حقل “التاريخ الثقافي” ما أدى إلى تحوّلات أساسية في التاريخ بوصفه حقلاً معرفيًا. وعلى الرغم من ذلك، لم يتأثّر هذا الحقل بالنقاش حول المحرقة ودراستها.