"هنالك أحجار لها قلب إنسان": حول النصب التذكارية، والحداثة، والصيانة في حائط البراق (حائط المبكى)

ألونه نيتسان-شيفطن
article icon

في ليلة العاشر من حزيران 1967، قبل توقّف نيران الحرب التي احتلّت فيها إسرائيل شرق القدس من أيدي الأردن، دمّر شيوخ “منظّمة المتعهّدين والبنائين” حي المغاربة المقام أمام حائط البراق (حائط المبكى). طُلب من مهندسين معماريّين أن يعالجوا التمزّق المديني الذي تولّد عن هذا الدمار. تدّعي هذه المقالة أنَّ اقتراحات هؤلاء المهندسين المعماريّين بخصوص التغييرات الحيّزية في ذلك الموقع اتّسمت بكونها أوسع بكثير من مجرّد إعادة تأهيل أو معالجة هذا النسيج المديني الممتد بين الحرم الشريف والحي اليهودي. تكمن أهمية هذه الاقتراحات وقوّتها في انكشاف هذا الحائط لتأويلات جديدة ومتجدّدة. كيف يتم الجدل بخصوص مكانة الحائط من خلال الاستعانة بحقول معرفية وأساليب عمل خاصّة بالمهندسين المعماريّين وبالعاملين في حقل الصيانة والتخطيط المديني، وكيف تُصاغ المواقف المتنافسة على بلورة السياسة الإسرائيلية الرسمية عبر هذا الجدل الحيّزي؟

تركّز هذه المقالة على فترتين: فترة السبعينيات حين صدّقت مؤسّسات الدولة على مخطّط المهندس المعماري موشيه سفاديه المثير للجدل ولكنه لم يعتمد؛ وفترة نهاية التسعينيات حين فُتحت أمام الجمهور القنوات تحت الحائط في الجهة الشمالية لساحة الصلاة ومركز دافيدسون في موقع الحديقة الأثرية. إنَّ تحليل المخطّطات المعمارية والمواقع المعمّرة والخلافات التي أثارتها تكشف عن التحوّل العميق الذي طرأ بين هاتين الفترتين. في كل فترة من هاتين الفترتين حاولت مجموعات مختلفة – ممثلون عن الصهيونية الدينية، والمؤسّسات الأثرية، ومؤسّسات الدولة، ووكلاء بلدية القدس – إضفاء قيم مختلفة على هذا الحائط. ولأنَّ الصيغ الحيّزية لهذه القيم تجسّد مواقف سياسية، فإنَّ الانتقال بين الفترتين يكشف عن المحاولات المتناقضة بخصوص فرض دلالات معينة على الحائط المتنافسة على ماهية السياسة الرسمية للدولة.

مقالات اخرى في هذا العدد

No posts found.

الانضمام الى القائمة البريدية