اللقاء الرابع

الموسم الخامس من سلسلة "محادثات حول العلوم في القرن الواحد والعشرين"

من إعداد وإدارة: البروفيسور أورن هارمان، جامعة بار ايلان؛ معهد فان لير في القدس

في تسعينيّات القرن السابق أضفى كثيرون على شبكة الانترنت صفة "القرية العالميّة" التي تمحو الحدود في المكان والزمان، وتمكّن من التواصل الذي يتخطّى الحدود الجغرافية. لكن هل يتجاوز الانترنت الحدود بالفعل أم أنه يضع حدودًا جديدة؟ كيف تتحدّد الحدود السياسيّة في الحيز الالكتروني، وكيف "يعرف" الانترنت ما هي الهُويّة القومية للمواقع؟ سنتحدّث عن الحدود الشخصيّة، والقومية، والتكنولوجية في الحيّز الالكتروني مع البروفيسورة عنات بن دافيد، الباحثة الريادية في مجال الشبكة الالكترونيّة.

حول السلسلة:

استعارةُ "تجاوز الحدود" غنيّة ومتنوّعة: فنحن نتجاوز الحدود عندما ننتقل من دولة إلى أخرى، لكنّنا نتجاوزها أيضًا عندما نتجرأ، أو نُفرِط، أو نتحدّى عرْفًا معيّنًا. وكما في الحياة، تحصل أحيانا تجاوزات معيّنة للحدود في مجال العلوم – تجاوزات فيزيائيّة، وفلسفية، وسيكولوجيّة، ومعيارية أيضًا. تجاوز الحدّ قد يشكل ممارسة فعل تقويضي، وأن يكون ملهبًا للمشاعر أو مثيرا للمخيّلة الخصبة. من الأمثلة الشهيرة في هذا السياق نذكر تجاوز حدود السماء من قبل "أكيروس" وأتبعاه الذين أتوا بّعده وكانوا بمثابة الطلائعيين في مجال الطيران؛ وتخليق التركيبة العضويّة الأولى؛ ونظريّة النشوء والارتقاء التي حطّمت الحد الصلب القائم بين الإنسان والطبيعة؛ واكتشاف الاشعاع وميكانيكيات الكوانتوم (الكم)، حيث تجاوز كلاهما حدود الحواس؛ واستخدام القنبلة الذرية؛ والوصول إلى القمر؛ واليوم – تطوير أدوات للتّحرير الجيني.

في الموسم الخامس من سلسلة "محادثات حول العلوم في القرن الواحد والعشرين"، سنلتقي مع باحثين وباحثات من مجالات مختلفة، يخترق انشغالهم المهنيّ الحدودَ بمفاهيم عديدة. سنتحدث مع اختصاصي حاسوب يتجاوز حاجز الزمن من خلال استخدام "بيغ داتا" (بيانات هائلة) لتنبؤ الأمراض والأوبئة، ومع مهندسة تقوم بتطوير نانو-شرائح لمعالجة مشاكل في جهاز الأعصاب المركزيّة، ومع كاتب – خبير في مجال الفيزياء يتحرّك بين عوالم الخيال والواقع، ومع باحثة إنترنت تفحص تأثير السيادة الديجيتالية على الحدود القومية وعلى الميراث القوميّ، ومع عالم يربي أجنّة ثدييات خارج رحم أمهاتها.

نختتم السلسلة بعرض فيلم Black Holes: The Edge of All we Know ولقاء مع مخرجه. يتناول الفيلم المحاولة الدراماتيكية لمجموعة من العلماء تجاوز حدا لا يمكن تجاوزه وفق تعريفه: أي أن يشاهدوا بأم أعينهم ما لا يمكن رؤيته.

سنسعى من خلال إلقاء نظرة على تجاوز الحدود في العلم أن نفهم فهما أعمق القوة التشويشيّة للعلوم والتكنولوجيا، وكذلك القوة الواعدة الكبيرة الكامنة فيها – تلك التي تعد بتغييرٍ يمكّننا – لا بل يلزمنا في بعض الأحيان – من فهم أنفسنا من جديد.

تعقد اللقاءات (بالعبرية) أيام الأربعاء، مرة في الشهر، بدءا من شهر كانون الثاني وحتى حزيران 2022، في تمام الساعة السابعة مساء.