المساواة الجندرية في أيام الكورونا

دانيئيلا شاربيط | 06.01.2021 | تصوير: من تقرير مؤشّر الجندر 2020

قلبت أزمة الكورونا الأمور رأسًا على عقب، وغيّرت طرائق عملنا جميعًا. العمل من البيت شمل الرجال والنساء على حدّ سواء (في المهن الملائمة بالطبع)، كان بالإمكان التفكير بأنّ طريقة العمل الحديثة هذه ستوازن جندريا – ولو قليلًا – الأعمال غير المرئية، لكن الواقع يظهر عكس ذلك.

تبيّن أن النساء ما زلن المسؤولات الأساسيّات عن الأعمال المنزليّة ورعاية العائلة، حتّى خلال أشهر الكورونا، الأمر الذي كرّس العائق أمام انخراط النساء انخراطًا تامًا ومتساويًا في سوق العمل. تظهر البيانات أنّ 60% من الأعمال المنزليّة قد نُفّذَت في فترة الإغلاق في إسرائيل من قبل النساء، ونفذ 40% منها من قبل الرجال، ونفذت رعاية الأطفال وأبناء العائلة في 63% من الحالات من قبل النساء وفي 37% منها من قبل الرجال. هذا الوضع ينسحب على دول العالم الأخرى مثل بريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا.

كيف نعرف هذه المعطيات؟ لأنها السنة الثامنة على التوالي التي ينشَر فيها مؤشر الجندر من قبل "شافوت" ("متساويات") – مركز النهوض بالنّساء في الحلبة الجماهيرية العامّة في معهد فان لير في القدس. المؤشر هو أداة قياس قوية تُراجع التغييرات على امتداد الوقت في وضع النساء والرجال في إسرائيل في العديد من مجالات الحياة. سلطنا الضوء هذا العام في مؤشر الجندر على الاستحقاقات الجندرية والاجتماعيّة والاقتصاديّة لأزمة الكورونا.

هذا العام دشّنا المؤشّر على نحو افتراضي بمشاركة البروفيسور شاي لافي، والبروفيسورة نعومي حزان، وهداس بن إلياهو، ود.هجار تساميرت، والبروفيسورة حانه هرتسوݞ من معهد فان لير في القدس. تحدث هؤلاء مع د. يولنتا راينغارد مديرة برنامج المساواة الجندريّة في الاتحاد الأوروبيّ، المعهد الأوروبيّ للمساواة الجندرية؛ ود. ياعيل حاسون، مديرة مجال الجندر في مركز أدفاه؛ وعضوة الكنيست ميراف كوهين، وزيرة المساواة الاجتماعية والمتقاعدين؛ وعضوة الكنيست عايدة توما سليمان من الجبهة الديموقراطيّة للسلام والمساواة-القائمة المشتركة.

من بين النتائج الأخرى التي أظهرها المؤشر نذكر أنّ الفجوات الجندرية قائمة في جميع مجالات الحياة، وأحد هذه المجالات هو عالم الثقافة الذي يُدْفَع نحو الهامش في أيامنا هذه. بكل ما يتعلق بإسماع المغنّيات والمغنّيين الإسرائيليين في محطات الراديو فقد تبين أن نسبة إسماع المغنّيات تتراوح بين 17%-23%. في المسرح شكلت النساء 25% من المخرجين في المسارح، و-40% من الممثّلين. في عالم الرياضة التنافسيّة وصلت نسبة الرياضيات المسجّلات في الروابط الرياضيّة المهنيّة إلى 23.3%. هذه البيانات تتأثر من غياب المساواة في تمويل وتشجيع النساء في هذه المهن.

المجال الذي عثر فيه على الفجوة الأعمق هو القوة السياسية والاقتصادية. إحدى التوصيات لاتجاهات العمل والسياسات التي نشرت في المؤشر هي خلق استراتيجية إدماج التفكير الجندري في جميع المجالات. ما يعنيه الأمر هو خلق آليّات تمثيل لائق للنّساء من تنويعة من المجموعات في جميع مفارق صنع القرارات، ودمج أبعاد جندريّة في اتخاذ القرارات من خلال مراعاة احتياجات مجموعات عينيّة ومراجعة جندرية للاستحقاقات على مستوى السياسات. وصرحت د. يولانتا راينغيرد في أمسية التدشين أن العمل على هذا النحو قد أثبت نفسه في دول مثل إيطاليا ولوكسمبورغ.

للمزيد من المعلومات حول النهوض بالمساواة الجندرية نوصي زيارة موقع هي تعرف – مركز المعلومات حول النساء والجندر الذي يتيح للجمهور الواسع معلومات في هذا المجال: إحصائيات جندريّة، ومصادر أكاديميّة، وتقارير، ومحاضرات وغير ذلك.

 

في الإعلام والشبكات الاجتماعية (بالعبرية):

الانضمام الى القائمة البريدية