الرسائل - عندما تصبح الكلمات جسرًا

"وما قيمة أن يتبادل شاعران الرسائل"؟ تساءل محمود درويش في رسالته الأولى.

تبادل الشاعران الفلسطينيّان محمود درويش وسميح القاسم، على امتداد عامين رسائل علنيّة تحوّلت إلى كنز من كنوز الأدب والشعر العربيّ الحديث، وجرى تجميعها في كتاب "الرسائل" الذي ترجمته للغة العبرية د. حنّه عميت- كوخافي، وحرر الترجمة إياد برغوثي، ود.تامي يسرائيل المحرّرة الشعرية، وأضاف خاتمته د. رائف زريق.

في شهر آذار عقد ببث حي لقاء إشهار للكتاب بمشاركة إياد برغوثي، والبروفيسور يهودا شنهاف-شهرباني، ووطن القاسم، ود. حنّه عميت كوخافي، ود. رائف زريق، والشاعر روني سوميك. بعد الكلمات الافتتاحية التي ألقاها البروفيسور يهودا شنهاف-شهرباني وإياد برغوثي، حيّا وطن القاسم ابن الشاعر سميح القاسم إصدار الكتاب، وتطرق إلى مشروع تخليد أبيه سميح وإلى ذكرياته كطفل حول العلاقة الوثيقة بين الشاعرين.

بعدئذ تحدّث ثلاثة متحدثين تجمعهم علاقة شخصية مع الشاعرَين-المؤلّفَين، وقرأ بعضهم مقاطع من الكتاب بالعربية والعبرية. شدد د. رائف زريق-الذي كتب خاتمة الكتاب-على أهمية الردود الحماسية التي حظيت بها الرسائل عندما صدرت لأول مرة في الصحافة العربية، وتحدّثت د. عميت-كوخافي عن تعرفها على الشاعرين في حيفا، وشددت بأنها قامت بترجمة الكتاب كي تفتح عيون اليهود في إسرائيل على وجود الفلسطينيين وعلى واقعهم المركّب، وقالت أن هذا الكتاب هو الأهم من بين الكتب الكثيرة التي قامت بترجمتها. آخر المتحدثين كان الشاعر روني سوميك الذي توقّف عند علاقة الصداقة التي ربطته بسميح القاسم وقارن بين عدد من القصائد في ملحق الكتاب، (وهي قصائد قام بترجمتها عيدان برير، ود. نبيل طنوس، ود. حنّه عميت-كوخافي)، وبين قصائد لشعراء عرب آخرين.

فيما يلي مقطع من قصيدة "تغريبة"، للشاعر سميح القاسم. قرأته حنة عميت كوخافي في امسية اشهار الكتاب، وترجمته الى العبرية.

تغـريـبــة… إلـى محـمـود درويش

لبيروت وجهان

وجه لحيفا

ونحن صديقان

سجنا ومنفى

قطعنا بلادا وراء بلاد

وها نحن ، في تعتعات الدوار

نعود

وزاد المعاد

عناق سريع بباب مطار

أكان اللقاء اعتذارا ؟

أكان الوداع فرارا؟

بدون كلام نمد اليدين

ويا ليل يا عين

لا الليل ليل

ولا العين عين

يفرقنا العالم العربي

ويجمعنا العالم الاجنبي

ونبقى أجانب في العالمين !

راجعوا مزيدًا من المعلومات حول سلسلة مكتوب. نوصي كذلك مشاهدة سلسلة محاضرات حول المجتمع العربي والشرق الأوسط.

تصوير: Amer Shomali , Anarbati