ملف أعمال: أجساد شهادات

عوفري كنعاني
article icon

أجساد الأدلة هي مقالة بصريّة تستقصي القرب الحسّيّ–المرئيّ الذي يتجلّى عند مشاهدة صور الرعب من الحرب في غزّة، في عصر تُدار فيه “الحياة العارية” بواسطة بروتوكولات حسابيّة. عبر سلسلة الصور Crisis In The Palm Of My Hand (أزمة في راحة يدي)، التي تُبرز البُعد الجسديّ لمشاهدة الرعب، تركّز المقالة على اللحظة الجسديّة–التقنيّة التي يشاهد فيها الجسد الحيّ الجسد المُقطَّع من خلال أدوات معالجة ونشر رقميّة. يختبر المقال العلاقة بين كلمتين إنجليزيّتين: proximity (قرب، ماديّ وحسّي)، وapproximate (تقريبيّ، محتمل)، ويحلّل العنف الشبكيّ الترابطيّ الذي يجعل مشاهدة المحتوى قائمة على القُرب المُحتسب بين معطيات إحصائيّة، وبين الذوات والأجسام. تقترح المقالة قراءة لمصطلح أشلاء، الذي يعني الأجسام المُمزّقة، كما استخدمته نادرة شلهوب-كيفوركيان، لفهم نكبة تمزيق الجسد الفلسطينيّ. في البيئة الشبكيّة، لا يكون التقطيع نتيجة فحسب، بل هو أيديولوجيا جوهريّة قوامها تحويل الذوات إلى أجسام بلا مكان. بخلاف المشروع الإسرائيليّ الذي يسعى إلى “تصفية” أو “إبادة”، لا تسعى الشبكة إلى تصفية، بل إلى إنتاج متزايد: فالميّت لا يُناقض الحيّ ما دام يقدر أن يُنتج حركة في الشبكة. إنّ العنف الترابطيّ يُفكّك إمكانيّة تسييس الصورة، لأنّ التماهي مع الألم يتحوّل إلى انفعال ذاتيّ يُستخدم لتحسين الأنا، وتتحوّل المقاومة إلى مجرّد إيماءة إصبع تُحرّك الشاشة إلى الأسفل. تفحص المقالة عدّة أعمال فنيّة من خلال الفارق بين اللمس وبين الحسيّة التقنيّة (hapticality)، وهو مفهوم اشتغل عليه ستِفانو هَرني وفريد موتِن، وتقترح نوعًا من الشهادة الجسديّة الجماعيّة كبديل عن اقتصاديّات الشبكات الباترة.

https://doi.org/10.70959/tac.61.2025.103125

مقالات اخرى في هذا العدد

No posts found.

الانضمام الى القائمة البريدية