"سفر هِزي لِهِحَخَم هَمعولي طوميس": فينومينولوجيا الترجمة بثلاثة مشاهد
يتناول هذا المقال صيغة ترجمة، على محور اللاتينيّة-العبريّة-الألمانيّة، لنصّ فلسفيّ موضوعه طبيعة النفس ل”العالم الملائكيّ” توما الإكوينيّ. لا يسلّط المقال الضوء على العلاقات بين النصيّة ولا على الترجمة كنتاج نهائيّ لمترجم شفّاف ولا على سيرورات إنتاجه، بل على تجربة لقاء الترجمة وصيغه. يُسرد كمسرحيّة زوتا. تجري أحداث الفصل الأول في الجيل الأول قبل الطرد من الأندلس، حيث يلتقي علي حڤيليڤ – مترجّم عبريّ غزير الإنتاج وغامض عمِل من خلال معرفة عميقة بالمؤسّسة المدرسيّة السكولاستيّة (“اجتماعات المسيحيّين”، كمّا سمّى الجامعات في عصره) – بالنصّ الغريب، ويتعلّم اللاتينيّة للتعرّف والسيطرة عليه، ويخرج من أجل “إعادة ما ضاع لأصحابه”، كما كتب بنوع من الاعتراف الذي يشمل مقدّمة، واعتذارًا وجدلًا. تجري أحداث الفصل الثاني في لايفتسيچ أواسط القرن التاسع عشر، في الجيل الأوّل للتحرّر، حيث يتمّ اكتشاف مخطوطة علي حڤيليڤ من قِبل مثقّف ينتمي بوضوح لحركة التحرّر، الرابي المتعلّم أدولف يلنيك، الذي يصقل بواسطة النصّ هويته، وأشواقه، وضعفه في سلسلة متخيّلة نوعًا ما لحوار واعتراف بين الأديان. بدل أن تُفرض على لقاءات الترجمة هذه نماذج نظريّة فوق زمنيّة، يستخدم المقال الكتابة البحثيّة المعاصرة من أجل تطوير اللحظة التاريخيّة وتذويتها داخل نظريّة لقاء الترجمة. يتركّز في تنفيذ الترجمة وأخلاقيات تعدّدها، وليس في إفراغ المعاني من لغة إلى أخرى.
في الفصل الثالث، يعود علي حڤيليڤ، الذي يلعب في النصّ نفسه مع إخفاء وكشف حضوره، هذه المرّة بصوت شعريّ: في نهاية المخطوطة القروسطويّة تنكشف قصيدة غير معروفة، من إرث الشعر الأندلسيّ في ذروته، فنقرأ القصيدة المُثلى للمترجم.