جوانب اليمين المتطرّف الجديد

تيودور أدورنو
article icon

في نيسان-أبريل 1967 دعي تيودور أدورنو، أحد منظرّي مدرسة فرانكفورت وواضعي النظريّة النقديّة، ليلقي كلمة أمام الخلية الطلابيّة الاشتراكيّة في جامعة فينا. ألقى يومها محاضرة عن ازدياد قوة اليمين المتطرّف في ألمانيا، على خلفية تأسيس الحزب القوميّ الديمقراطيّ الألمانيّ، وهو حزب يمينيّ متطرّف ذو صبغة نازيّة جديدة، والخشية من أن يحصل على تأييد لا بأس به في الانتخابات البرلمانيّة في غرب ألمانيا- خشية تبدّدت بعد سنتين منذ ذلك الحين. حفظ تسجيل المحاضرة في الأرشيف (الاستماع إليها متاح عبر الإنترنت)، لكنها لم تصدر في كتاب مطبوع في ألمانيا إلّا بالسنة الماضية وقد أثارت اهتمامًا كبيرًا عند إصدارها. يلقي تحليل أسباب صعود يمين متطرّف جديد في الستينات الضوء على اليمين الجديد في أيامنا أيضًا. يناقش أدورنو في محاضرته عودة القوميّة المَرَضيّة، وتفشّي التوترات الطبقيّة غير المحلولة في الرأسماليّة المتأخرة، والرغبة اللاواعية بحدوث كارثة اجتماعيّة. يعتمد اليمين المتطرّف الجديد على كلّ هذا-وهو بحسب ادعاء أدورنو، من دون مركز أيديولوجيّ صلب أو نظريّة سياسيّة فعليّة- وهذا هو سرّ قوته، المتحقّقة من خلال حيل الدعاية المرنة والناجعة التي يقوم بها.

مقالات اخرى في هذا العدد

No posts found.

الانضمام الى القائمة البريدية