كالحيوانات
ترجمة لنصّ شعريّ حيوانيّ فريد من نوعه للظواهريّ (باحث في علم الظواهر-فينومينولوجيا) الأمريكيّ ألفونسو لينجيس. يغذّي لينجس العلاقات التكافليّة المتبادلة الموجودة بين أنواع مختلفة ومتنوّعة من الحيوانات في بيئات معيشة مختلفة، ويستعرض السياقات الجسمانيّة، والسلوكيّة، والغذائيّة والجنسيّة التي تتشكّل فيها هذه العلاقات. المسعى الأساسيّ من وراء هذه الخطوة هو الكشف عن الخطأ الجوهريّ الذي يتأسّس عليه التصوّر التشريحيّ والفيزيولوجيّ المتعارف عليه للجسد الحيّ كوحدة منفصلة، والتي يتمّ تعريفها بواسطة منظومة محدّدة ونهائيّة من الأعضاء والوظائف البيولوجيّة. يدعونا لينجس للتحرّر من فكرة التفريد القصير النظر المؤطّرة بين الحدود الماديّة والمفاهيميّة للجسد، ومن مفاهيم الذات النحويّة، والقضائيّة والأخلاقيّة المشتقة منها. ضمن ذلك، يدعونا لأن نفهم بأنّه بما أنّ الحيوانات، بما في ذلك البشر، ليسوا أفرادًا وحيدين، بل يشبهون أكثر “الشعاب المرجانيّة” التي تصيب بالبكتيريا، والكائنات الحية الدقيقة والكائنات الأحاديّة الخلية، لا يوجد فرق بين أن تكون “إنسانيًا” أو تكون “حيوانيًا”. على العكس من ذلك، حتّى أرقى وأروع الصفات الإنسانيّة وأكثر تعقيدًا تنبع مباشرة من السلوك الحيوانيّ.