من الآخر إلى الشبيه: الفلسفة الأوروبية بين الميتافيزيقا الهزيلة والميتافيزيقا المتضخّمة
تقترح المقالة أن الفلسفة الأوروبية في القرن العشرين ومطلع القرن الحادي والعشرين تتأرجح بين الميتافيزيقا المتضخّمة والميتافيزيقا الهزيلة. تبحث الميتافيزيقا المتضخّمة عن مثال للا-نهائية والملء، ولكنها تنفصل عن الحاضر هنا والمعاصر لصالح آخر راديكالي معين؛ بينما تتنكّر الميتافيزيقا الهزيلة للحاجة للآخر بوصفه مثالاً للبحث والشغف، وتعتبر الحاضر هنا والمعاصر الملازم الجوهري بوصفهما الأفق الوحيد للفكر. يجادل الكاتبان أن هذين القطبين يتغذيان من الفجوة والفاصل القائمان بين المنظور البشري وبين العالم، ذلك الفاصل الذي تميل الفلسفة إلى عزوه لعامل متعال (ميتافيزيقا متضخّمة) أو الملازم الجوهري (ميتافيزيقا هزيلة)، من دون الحاجة للأخذ بالحسبان النسبة الحيوية بين الطرفين. لذلك، تقترح المقالة في نهايتها موضعة شخصية أدبية ووجودية تجسّد التوتّر القائم بين الخارج والداخل، ألا وهو الشبيه، في صلب الفلسفة. ذلك الشبيه هو الأنا وغير الأنا، أنا والآخر سوية. يحافظ الشبيه على الفاصل لمجرد تعريفه، إذ لا يمكن غرسه في الأنا، ولكنه يحجب كذلك إمكانية التسرّب إلى الخارج المطلق. وعليه، فمن شأن المثول أمام الشبيه ملء المولّدات الضحلة للفلسفة الأوروبية من جديد ومنحها فرصة العودة إلى الأسئلة التقليدية بشأن الهوية الذاتية والآخر انطلاقًا من قوى متجدّدة.