تعرض مقالة إلياه ميلنر وحاييم يعقوبي قصة قرية دهمش، وهي قرية فلسطينية غير معترف بها على تخوم مدينة اللد، تخضع لمداولات قضائية مستمرة. يقدّم الكاتبان طرحًا مفاده أن الأحيزة غير المعترف بها ليست مجرد ثمرة لسياسات تخطيطية، وإنما تعكس تشكيل وبلورة السيادة الإسرائيلية على المناطق عبر ممارسة عدم الاعتراف. وبالفعل، فإن قراءة الوثائق القضائية والتخطيطية، المعروضة في إطار الصراع القضائي لسكان دهمش، تكشف لنا أن التداول القضائي مبرمج بحيث لا يصل إلى قرار نهائي وإغلاق الملف. تكشف حالة دهمش، المتواجدة في حاضرة تل أبيب (وليس في النقب)، غياب الاستقرار الدائم للأحيزة التي اكتمل فيها المشروع الصهيوني ظاهريًا، وهي أحيزة لا يُنظر إليها عادة كحقل للصراع القومي. تتناول المقالة التداول القضائي التخطيطي، بشأن مسألة الاعتراف أو عدم الاعتراف بدهمش، انطلاقًا من كتابات كارل شميت حول السيادة بوصفها قرارًا بشأن تأجيل نفاذ القانون. يقدّم الكاتبان طرحًا مفاده أن القوة السيادية تسعى في هذه الحالة إلى تمديد عزم القرار السيادي بغية تثبيت حضورها في الحيز السياسي.