حول أحلاف أفقية، إمبريالية غير رسمية و"ألبيون الغادر" (Perfidious Albion): مائة عام على وعد بلفور
تعود مقالة أرييه دوبنوب إلى وعد بلفور – لا إلى المصالح السياسية التي أفضت إليه بل إلى عملية اتخاذ قرار الوعد والتأويلات المختلفة التي منحت له، وخاصة في السياق اليهودي-الإسرائيلي. يقترح دوبنوب استخدام الإطار المفاهيمي الذي وضعه يوسف حاييم يروشالمي، ومعاينة الوعد بوصفه “حلفًا أفقيًا”: وفق هذه المعاينة، فإن اللقاء بين القومية اليهودية والإمبريالية البريطانية لا يشير إلى لحظة تأزّم أو لحظة ثورية، بل يشير إلى استمرار وتعديل أنماط العمل اليهودي المعهودة، والتي امتزجت في هذه الحالة مع أنماط السيطرة التي امتازت بها الإمبريالية غير الرسمية. لم يكن هذا التأويل غريبًا على الكتّاب الصهاينة المبكّرين، ولكن تمّ تحدّيه لاحقًا في أربعينيات القرن العشرين، في ضوء صعود خطاب “ألبيون الغادر” الذي سعى إلى التبرّؤ من العلاقة مع بريطانيا. توضح المقالة أن الرواية العسكرية، التي تطوّرت في تلك السنين في المستوطنات الصهيونية (“النسخة الأمنية”، كما اصطلح عليها أوري ش. كوهن مؤخرًا)، قد شغل دورًا مركزيًا في طمس الماضي الكولونيالي ومحو الحلف الأفقي بين الصهيونيّين والإمبراطورية البريطانية. استكملت هذه العملية بعد سنة 1948، بعد أن تمّ وضع وعد بلفور على هامش الذاكرة الجمعية.