اتخذ في سنة 1948 قراران بشأن تقسيم بلاد يخضع إلى السلطة البريطانية إلى دولتين مستقلتين: احتفل في جنوب أسيا باستقلال الهند والباكستان، ورافق هذا الاحتفال أحداث عنيفة لا سابق لها وتحويل نحو 18 مليون شخص إلى لاجئين. أما في الشرق الأوسط، فقد أقيمت في أعقاب اتخاذ قرار التقسيم دولة مستقلة واحدة، هي إسرائيل، بينما بقي الفلسطينيون بلا دولة قومية لهم. تستند المقالة الحالية إلى سمينار تدرّسه الكاتبة في قسم اللغة والأدب الإنجليزي في جامعة حيفا؛ وقد ركّز السمينار على روايات تتناول تقسيم شبه القارة الهندية وشارك فيه طلاب يهود وفلسطينيون. لم يتم التخطيط للسمينار بأن يكون دراسة مقارنة، إلاّ أن المقارنات مع النكبة من جهة ومع المحرقة من جهة أخرى قد ظهرت على الدوام. تطرح الكاتبة بعض الأمثلة حول كيف أفضت النقاشات في الصف في نهاية المطاف إلى بلورة أنموذج تربوي-بحثي لا يتناول السياق الهندي والسياق المحلّي بوصفهما حيزيْن منفصلين تمامًا، وإنما حيزيْن متموضعان في حيّز كولونيالي وما بعد كولونيالي مشترك. لقد تمّ التعامل مع اللغة الإنجليزية، لغة الكولونيالية والإمبريالية الجديدة، بواسطتها كتبت الروايات وبها تمّت المناقشة في السمينار، بصورة مميّزة: لقد استحدثت اللغة الإنجليزية غربة ساهمت في طمس هالة “الأصالة” للروايات الهندية؛ وفرضت حضور الوساطة الثقافية بين الحدث وتمثيله؛ وكشفت عن اللقاء بين التعقيدات الأيديولوجية للنص وبين تعقيدات حلبة القراءة بالإنجليزية في قسم اللغة الإنجليزية في مدينة حيفا في الوقت الراهن.
أدب التقسيم: حول أصول التدريس والسياسة في المقارنة بين الهند وإسرائيل
أييلت بن يشاي