يقترح الكاتبان في المقالة الحالية فحصًا نقديًا للمسألة الإثنية في إسرائيل عبر دراسة استعراض إثني معين – الشكنزة. تعني كلمة شكنزة الانتقال من هوية إثنية مقولبة اجتماعيًا (الهوية الشرقية) إلى هوية تحمل العديد من الامتيازات والتي لا تعتبر هوية إثنية أو أن إثنيتها لا تعتبر صريحة في إسرائيل (الهوية الإشكنازية). يبحث الباحثان في مسألة الأساليب المعتمدة والدلالات الاجتماعية المعزوّة للشكنزة على خلفية التنكّر لوجود الإثنية في إسرائيل، وعلى خلفية مقولة “بوتقة الصهر” (الذوبان) القائمة في صلب الخطاب القومي والمطالبة النيو-ليبرالية القائلة بضرورة الابتعاد عن الهويات الإثنية بوصفه شرطًا أساسيًا للحراك الاجتماعي. اعتمادًا على تحليل استمارات ومقابلات وتقارير ومقالات منشورة على شبكة الإنترنت والردود عليها، يدّعي الكاتبان بأن تعبير شكنزة يشير إلى استعراض هوياتي ظهر نتيجة التعامل مع الخطاب القومي والخطاب النيو-ليبرالي؛ ولكن انطلاقًا من اصطلاحات سياسة الهوية فإن تعبير شكنزة بذاته ينطوي على الفشل المعلوم مسبقًا لعملية الانتقال، وذلك لأنه يقوم على الانتقال الإثني لمعتمِد الشكنزة. وعليه، ينطوي تعبير شكنزة على تجربة مضاعفة من الخزي، الشعور بالخزي من الأصل الإثني، والخزي من فعل الانتقال ذاته. إن مدى انتشار تعبير الشكنزة والفشل البنيوي الملازم له يشهدان على ثبات النظام الإثني القائم في إسرائيل.
الشكنزة: حول الاستعراض الإثني وفشله
أورنا ساسون-ليفي وآبي شوشانه