استنادًا إلى المنظور النقدي، تسعى كاتبة المقالة الحالية إلى فحص الممارسات العلاجية المعتمدة في إسرائيل بشأن ثنائيي الجنس، وذلك عبر التركيز على الصراع الدائم القائم بين الجسد الذاتي لثنائيي الجنس وبين الجسد البيو-اجتماعي المتشكّل على يد المؤسّسة العلاجية في معرض عملية “الجنسد” (تشكيل الجنس في الجسد). في حين تهدف عملية “الجنسد” إلى طمس التصادم وشذوذ الجسد ثنائي الجنس واستبداله بتشكيل جسد اجتماعي، معياري، أحادي-الجنس/أحادي-الجندر بحيث يمكن له التأقلم اجتماعيًا وتوفير رفاهية لثنائيي الجنس، تدّعي الكاتبة أن عملية الجنسد تُنتج توتّرًا ثنائي الجسد، أشبه بجسدين قائمين في جسد واحد، يتصارعان الواحد مع الآخر. من جانب، هنالك الجسد البيو-اجتماعي، الاصطناعي الناجم عن المعايير الجنسية-الجندرية السائدة في المجتمع والذي يتم استنساخه على الدوام. وفي الطرف الآخر، هنالك الجسد الذاتي، الخاص، والذي يتعارض ويتصادم من خلال تشكيله وحواسّه وشروطه المادية مع الجسد البيو-اجتماعي. إن هذه الثنائية الجسدية تحافظ على شذوذ ثنائيي الجنس واختلافهم وتقيّدهم داخل دائرة مفرغة لا انفكاك منها.
أي نوع من الجسد؟ خطوط التماس في حيوات ثنائيي الجنس: الصراع بين الجسد الذاتي والجسد البيو-اجتماعي
ليمور معوديد دنون