نظرة جيلية وجندرية إلى احتجاجات الخيام

حنّة هرتسوغ
article icon

يقترح هذا المقال نظرة جيلية وجندرية لتحليل احتجاجات صيف 2011. ففي مقابل الادعاء السائد الذي يرى بهذه الاحتجاجات بوصفها احتجاجات الطبقة الوسطى، تدّعي كاتبة هذا المقال، استنادًا إلى تطوير الإطار النظري لكارل مانهايم، أن هذه الاحتجاجات مرتبطة بتجربة خاصة بفئات جيلية مختلفة. تشترك في هذه التجربة فئة جيلية ترعرعت في بيئة تقوم بتشجيع تصوّرات عينية: الابتعاد عن التسييس، والميل نحو الفردانية، والدفع بالخصخصة إلى الأمام وتبنّي الخطاب الليبرالي الجديد عند غالبيتهم، سواء طوعًا أو كرهًا، واعتمادها في صلب نشاطاتهم وممارساتهم اليومية. ظهرت هذه الاحتجاجات بوصفها نتاجًا لهذه التصوّرات المبلورة وكذلك تعبيرًا عن خيبة الأمل منها ومن الوعود التي كانت تنطوي عليها. تقترح الكاتبة اعتبار هذه الاحتجاجات تعبيرًا عن صحوة هذه الفئات الجيلية غير المسيَّسة من غفلتها، ومحاولة للبحث عن سبيلٍ لتفسير تجربة حياتها واقتراح لغة جديدة تستند إليها. خلال هذه المسيرة التقى المزاج العام الذي أدّى إلى الاحتجاجات مع الخطاب والنشاط النسوي الذي تطوّر منذ عقد تسعينيات القرن المنصرم وما بعد، ذلك الالتقاء الذي أفضى إلى تطوير لغة وأدوات تحليل جديدة. يعرض المقال تحليلاً متعدّد المستويات والسيرورات يستشعر عمليات التطهير، أي، تحليلاً يرى “بالاحتجاجات” ظاهرة جديدة ويشير في الآن ذاته إلى سيرورات تهجين المكوّنات المتنوّعة والمتناقضة أحيانًا التي تجري داخلها.

 

 

مقالات اخرى في هذا العدد

No posts found.

الانضمام الى القائمة البريدية