هايدغر بالعبرية: فصل في تاريخ تبلور فلسفة محلية

حجاي كناعان، وشموئيل روتيم، ودانا برنياع
article icon

يفحص المقال سبل استيعاب الفيلسوف الألماني مارتين هايدغر في الخطاب الفلسفي في البلاد في ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين. يسعى الكاتبون إلى عرض ردود الأفعال الأولية على هايدغر كمرآة لسيرورات تبلور خطاب فلسفي محلي يشكّل فصلاً منسيًا من التاريخ الفكري في إسرائيل. عبر تحليل ردود أفعال رفائيل زليجمان، وشموئيل هوغو برغمان، ومارتين بوبر، ويوليوس غوتمان تتضح أمامنا العلاقة المركّبة للفكر الفلسفي طور التشكّل في البلاد مع أصوله التي تعود إلى الثقافة الأوروبية: لقد كتبت أولى ردود الأفعال على هايدغر في إطار سيرورة تشكيل ثقافة وحياة فكرية محلية، وفي نفس الوقت، فإنها تشهد على تبعية هذه الحياة الفكرية بالثقافة الأوروبية، تلك الثقافة التي عانت في تلك الفترة من مأزق ولهذا لا يمكنها أن تُستخدم كإطار مرجعي واضح وثابت يمكن الركون إليه.

يكشف المقال عن أن شخصية هايدغر وفلسفته قد أشغلا أولئك الذين يردّون عليه بالعبرية ليس لأنه يجسّد من وجهة نظرهم خيانة ألمانيا والثقافة الألمانية لهم فحسب، بل بفعل قربهم العميق كما شعروا من مشروعه الفلسفي أيضًا. لقد فُهم هايدغر، وقد كانت قربته من النازية معروفة في البلاد منذ العام 1933، بوصفه مفكرًا هامًا يتناول بصورة شجاعة الأزمة الفكرية العميقة التي عانى منها أبناء جيله، ذلك الجيل الذي انتمى له المفكرون في البلاد. كما هو الحال عند هايدغر، فقد سعى هؤلاء إلى التجدّد الروحاني في إطار سياسي جديد.

مقالات اخرى في هذا العدد

No posts found.

الانضمام الى القائمة البريدية