ما بعد الصدمة النفسية، والعرق، والجنسانية: السينما الفلسطينية والإسرائيلية خلال الانتفاضة الثانية
إنَّ تحليلاً لأفلام تصوّر علاقات جنسية بين ذكور من أعراق مختلفة في أفلام إسرائيلية وأخرى فلسطينية أنتجت بعد الانتفاضة الثانية (2000-2008) يكشف أمامنا صورة مركّبة. تتوقّف هذه الأفلام عند تقاطعات ما بعد الصدمة النفسية بين العرق والقومية وبين الجندر والجنسانية. تحاول هذه المقالة معاينة مثالين اثنين هما: فيلم إيلان فوكس الإسرائيلي “الفقاعة” (2006) والفيلم القصير لتوفيق أبو وائل “يوميات عاهر” (1990). بينما يركّز الفيلم الإسرائيلي على علاقات جنسية بين ذكور عرب ويهود من خلال عدسة الإرهاب ضمن مشهد المثليّين في الغرب الحضريّ، يركّز الفيلم الفلسطيني على مثل هذه العلاقات الجنسية ضمن إطار ذاكرة ما بعد الصدمة النفسية المنطوية على التشريد وفقدان البيت.
إلى جانب الاختلافات الاجتماعية والدينية بين الثقافتين وتلك الخاصّة بصناعة الأفلام، فإنَّ لهذين الفيلمين إسقاطات على صعيد تمثيل المثلية. إنَّ المثلية في السينما الفلسطينية وفي السينما الإسرائيلية المنتجة خلال الانتفاضة الثانية وما بعدها (كما تتمثّل في فيلمي “الفقاعة” و”يوميات عاهر”) تعرض أمامنا شبكة مركّبة من العلاقات الجنسية ما بين الأعراق. وعليه، تقترح هذه المقالة تفكيرًا جديدًا بخصوص بعض المفاهيم الثقافية (كالمثلية، والجسد الشفّاف، والعادة السرية، وشعور المثلي بالعار والتفاخر والإذلال، والنظرة واقتصار المعاينة المجهرية)، وكذلك الأمر بخصوص مفاهيم الذاكرة والصدمة النفسية وما بعد الصدمة النفسية.