كتاب الإنشاد كنافذة ثقافية: اتجاهات جديدة لفهم الإنشاد ولهيكلته الثقافية هو كتاب رائد في المرحلة الجديدة من مراحل دراسة الإنشاد في الثقافة اليهودية والإسرائيلية. من ناحية، تستدعي عودة الإنشاد إلى مركز الصدارة في الثقافة العبرية- وهي عودة المكبوت المركون جانبا- تنظيما جديدا للحقل البحثي ولمجالات المعرفة، وتوجّهًا إلى الشهادة الشخصية، من الناحية الثانية. وتستلزم هذه العودة أيضا فحصا للإنتاج الشعري العبري الجديد لكونه الحقل الأول الذي تحدث فيه عملية عودة ذلك المركون جانبا. والكتاب الذي أمامنا يجسد في مبناه هذه المهام حيث تجتمع فيه مقالات من تأليف باحثين وأكاديميين، إضافة إلى مقالات وتدوينات تتناول شهادات شخصية لمبدعين في مجال الشعر والأدب والموسيقى والمسرح.

يسعى هذا الكتاب إلى أن يشكّل حجر زاوية في عملية الترسيم النموذجي لخطوط الصدع، للإنتاج الثقافي والهوية في منطقة أرض إسرائيل، على مفترق الطرق الذي تلتقي فيه تركيا "والشرق" في ما بعد الإمبراطورية العثمانية، من ناحية، والكارثة والاستعمار البريطاني وبواكير الدولة، من الناحية الثانية. ويبيّن الكتاب قدرة الإنشاد على إلقاء الضوء على ثقافات الشتات اليهودي، على اختلاف فتراته ومواقعه، وعلى الإسهام في فهم شتّى المسائل المتعلقة بثقافات الشتات – وبضمنها موضوعة المجال اليهودي- العربي المشترك، وقضية الجنسانية والمجتمع؛ وهو يقوم بذلك في مرحلة ثقافية يهودية-إسرائيلية تتقاطع فيها بنيات وعمليات هيكلة للذاكرة والنسيان، وللمنفى والخلاص، وللقدسية والدنيويّة، وهو تقاطع يتجسد في تغلغل الإنشاد للموسيقى الإسرائيلية الراهنة.