لا مرئيّات

النساء والمدن الفلسطينيّة

تأليف

منار حسن

الناشر دار النشر معهد فان لير ودار النشر هكيبوتس همِؤوحاد
اللغة العبرية
سنة الإصدار 2017
سلسلة سياقات دراسة ونقد

يردّد هذا العنوان: "لا مرئيات" صدى المدن الخياليّة التي تحمل أسماء نساء قام ماركو پولو بوصفها على مسمع من الإمبراطور المغوليّ قوبلاي خان في كتاب إيتالو كالڤينو، حيث أجابه الإمبراطور مشكّكًا: "مدنك لا وجود لها، وربّما ما كان لها وجود يومًا، ومن المؤكّد أنّها لن يكون لها وجود أبدًا".

كتاب لا مرئيّات: النساء والمدن الفلسطينيّة يَعرض نساء حقيقيّات في مدن فلسطينيّة كانت وامّحت. هذا الكتاب ليس أوّل ما يُكتب عن المجتمع الفلسطينيّ قبل فترة الدمار والخراب، لكن دَوْر المدينة كصانعة للحياة الحضريّة لم يحظَ بالاهتمام الكافي، وذلك لأسباب عديدة، من بينها أنّ خراب المجتمع الفلسطينيّ رافقَهُ فقدان التوثيق التاريخيّ لهذا المجتمع. المصطلح "لا مرئيّات" يشغل في هذا الكتاب وظيفة مزدوجة: أن يمثّل المدن الفلسطينيّة التي دُمّرت في العام 1948 من ناحية، وأن يستحضر ويستعيد الحياة المدينيّة الخاصّة بعشرات آلاف النساء اللاتي عشن فيها. وفي غياب الأرشيفات المنظّمة التي تتيح استقاء المعلومات الضروريّة، تسعى المؤلّفة إلى إعادة بناء التاريخ الاجتماعيّ الخاصّ بالنساء في المدينة بواسطة الرسومات، والأعمال الأدائيّة، والخواطر المكتوبة، والمرويّة، ومقاطع من الصحف، والسيَر ذاتيّة، وإجراء مقابلات مع من عاشوا قبل العام 1948 في المدن الفلسطينيّة حيفا ويافا والرملة واللدّ وغيرها. ترسم الكاتبة ملامح الفضاءات العامّة، والحركات السياسيّة، والجمعيّات النسويّة والاجتماعيّة، والصحف، والنوادي، وأنماط قضاء وقت الفراغ لدى النساء. لا يجري الحديث عن استرجاع مرتّب زمنيًّا، ولا عن استرجاع كامل، بل عن عمليّة تجميع لشظايا آثار تبقّت من المدينة المغيَّبة المنسيّة.

هذا الكتاب يُعتبر إضافة بحثيّة قيّمة لموضوع جرى إهماله حتّى الآن، ومساهمة ثقافيّة لمجتمع مُحِيَ تاريخه من الذاكرة.

الانضمام الى القائمة البريدية