الآباء والبنات: معضلة سفاح القربى

يتوقّف هذا المقال عند توصيف تحريم سفاح القربى في معرض العلاقة بين الأب وابنته ودوره الحاسم – وبخاصة في ظلّ غيابه في اللغة – في تعزيز سلطة الأب على ابنته . يظهر الادعاء بأنَّ سفاح القربى ينطوي على تناقض يقع في صميم إشكالية العلاقة بين الأب وابنته . ينسجم هذ ا التناقض مع حقيقة أنَّ تحريم سفاح القربى بين الأب وابنته والخطيئة الناجمة عن إقامة مثل هذه العلاقة يصون المبنى البطرآي الأبوي الذي يُنظر إليه على أنه المعيار الاجتماعي الذي يقوم عليه المبنى الاجتماعي . وفي الطرف الآخر، فإنَّ الإذعان لهذا التحريم لا زال ينط وي على شكل هادئ من سفاح القربى، ولكن من زاوية أخرى، فإنَّ انتهاآات هذا التحريم بما يتّصل بالعلاقة بين الأب وابنته شائعة على أرض الواقع، الأمر الذي يشير بأصابع الاتهام إلى المبنى الاجتماعي ذاته بأنه هو الذي يتيح الفرصة أمام مثل هذه العلاقات وربما يشجّعها أيضًا. يقوم هذا المقال بتحليل قصّة لوط وبناته بوصفها تعبيرًا توراتيًا لأطروحة سفاح القربى وفحص مفصّل لجذور غياب تحريم غشيان المحارم (العلاقة الجنسية بين الأب والابنة ) في التوراة . وبعد هذا التحليل والفحص، يقوم المقال بتقديم طرح مفاده أنه يمكن للابنة أن تفقد أبيها ومكانته الرمزية والتمثيلية على نحو يمكِّنها من التخلّص من فرضه سفاح القربى عليها وأن تعبّر عن شهواتها وذاتيته ا. يقوم القسم الأخير للمقال بتحليل وجهة النظر الأنثوية من سفاح القربى عبر تحليل قصيدة لنانو شبتاي، شاعرة إسرائيلية شابة، وابنة الشاعر أهرون ش بتاي. إذ قامت شبتاي بكتابة قصيدة حول قصّة لوط مع بناته بغية معالجة التناقض القائم في سفاح القربى وإغواء الأب ودوره المؤُسّس آ”غاوٍ”.