فِينِيَّه: الصورة الذاتية من وراء هيمنة النظرة

حجاي كنعان
article icon

يتمحور هذا المقال حول أحد الأبعاد الحيوية للصور . لم يحظ هذا البُعد غالبًا باهتمام في الأدبيات النظرية التي تتناول مسألة الصورة الذاتية للوجه . يرآّز هذا المقال على الطرح القائل : إنَّ توجّه الوجوه الذاتية ليس شرطًا أساسيًا لمرئية الصو رة الذاتية وإنما زيادة على ذلك فهو ما يجعل الصورة الذاتية أخلاقية . يسلط التوجّه الضوء على أهمية توجّه الوجه الذاتي في الحوار في فكر عمانويل لفيناس الفلسفي وفهمه للوجه البشري . إنَّ المماثلة بين فكرة لفيناس بشأن الوجه وتوجّه الصور الذاتية تتعارض مع القراءة السائدة للفيناس والتي تؤآّد على وجود تأرجح، إن لم نقل عدائية، في فكر لفيناس للأبعاد المرئية، والتعارض الواضح الذي يفرضه بين لانهائية الوجه وبين نهائية الماهية الشيئية للصور الذاتية للوجوه . وعليه، يسعى المقال إلى التأآيد على وجود إدراك مثير تَعرض بموجبه نظر ات لفيناس للوجه البشري، وربما على الرغم من لفيناس، فصلاً حيويًا لرؤية الصور : ويتضح أنه يمكن فهم الوجه عند لفيناس في سياق توضيح الوجه لأحد أبعاد الغيرية في الصور، ذلك البُعد الذي لا يزال غير مشتمل ولذلك فهو يزعزع مسئولية المفسّر ويؤآّد على البُعد الأخلاقي ل لصورة الذاتية للوجه . أما الحالة الدراسية التي يتوقّف عندها الكاتب فهي عبارة عن سلسلة من صور الوجوه الغرافية، بريشة الفنان كلوني Klone، أوجه هي ليست وجوه بشرية وليست وجوه حيوانية بل تمّ الدمج بينها، والتي عرضها في شوارع تل أبيب.

 

 

مقالات اخرى في هذا العدد

No posts found.

الانضمام الى القائمة البريدية