واقع في شرك الشبكة: خطاب الشبكة التكنولوجية والرأسمالية الجديدة

عران فيشر
article icon

يقوم في صميم الخطاب التكنولوجي المعاصر – أو الخطاب الرقمي – التأآيد على أنَّ الشبكة التكنولوجية هي مدخلاً لعصر جديد من الرأسمالية، وهو عصر يتسم بكونه أآثر ديمقراطية ومشارآة ومزيلاً للغربة بين الأفراد . وبدلاً من النظر إلى هذا الخطاب بوصفه وصفًا شفافًا للوقائع الجديدة للرأسمالية التكنولوجية والحكم على ادعاءاته آونها صحيحة (آما يرى الرأي السائد) أو خاطئة (آما يرى بعض النقّاد )، يعرض هذا المقال إطارًا جديدًا يرى بالخطاب الرقمي مؤشّرًا إلى منعطف تاريخي لشرعنة التكنولوجيا الرأسمالية يتزامن مع ظهور الحقبة ما بعد الفوردية للرأسمالية . يضفي الخطاب التكنولوجي الشرعية على الشكل الجديد للرأسمالية الفوردية عبر تأآيده على قدرة التكنولوجيا والتقنية على تخفيف مظاهر الاستغلال . لذا فهو يشرعن دولة الرفاه التي تتدخّل باقتصاد السوق، أي التخطيط المرآزي للتجارة والاقتصاد، وهرمية الشرآات الاتحادية، وتأبيد العمال في أعمالهم . وبعكس ذلك، يضفي الخطاب التكنولوجي المعاصر الشرعية على الحقبة الجديدة للرأسمالية الفوردية عبر تأآيده على قدرة التكنولوجيا تخفيف وطأة الاغتراب. ولذا، فهو يشرعن انسحاب الدولة من الأسواق وفضّ الهرمية والمرآزية المفرو ضة على قطاع الأعمال والتجارة، إضافة إلى فرضه مرونة على عمليات الإنتاج وأسواق العمل.

 

 

مقالات اخرى في هذا العدد

No posts found.

الانضمام الى القائمة البريدية