من هو اليهودي العربي؟ بحث مقارن قيد الدراسة، 1880-2010

ليطال ليفي
article icon

تسعى هذه المقالة إلى موضعة مسألة الهوية العربية اليهودية من جديد ضمن إطار مقارن يدمج بين المنظار النظري والرؤية التاريخية. من خلال استخدام فكرة “اليهودي العربي” في السجالات الأكاديمية والجماهيرية تظهر الفكرة بوصفها مشروعًا سياسيًا لمقارعة الخطاب الصهيوني وتعبيرات الهوية الإسرائيلية. إنَّ تاريخ فئة اليهود الناطقين بالعربية قبل العام 1948 (والتي يطلق عليها أحيانًا تعبير يهود شرق “ما قبل التاريخ” في إسرائيل) قد خضعت بصورة واسعة للبحث وأفضت إلى ظهور أسئلة جديدة بخصوص تاريخية تعبير “اليهود العرب”. عبر التوقّف عند هذه الأسئلة، وليس عبر سبر أغوار “الواقع” أو “أصلانية” اليهود العرب، سوف أسعى إلى تعزيز الادعاء القائل إنَّ فكرة “اليهود العرب” هي تاريخ فكرة خاصّة بالتساؤل: “مَنْ هو اليهودي العربي؟”.

عبر معاينة التغيّر بجاذبية التعبير “يهود عرب” أو جدارته بوصفه إمكانية ثقافية وموقفًا سياسيًا، أسعى إلى إجراء بحث تاريخي حول التشكيلات السياقية للعروبة التي تناولها مفكّرون يهود في ثلاث حقبات تاريخية مختلفة: حقبة النهضة في نهاية القرن التاسع عشر؛ حقبة ما بين الحربين العالميّين والتي تعتبر أوج فترة الاندماج اليهودي في الحياة الفكرية والثقافية والسياسية العربية الحديثة؛ وأخيرًا، العقدان الفاصلان بين العام 1990 والعام 2010 حيث استخدم تعبير الهوية “اليهودية العربية”.

لقد توصّلت إلى نتيجة مفادها أنَّ الدلالة المنسوبة (وكما ننوّه فيما بعد، “الواقع”) إلى الهوية العربية اليهودية لا تنبع من التجربة التاريخية لليهود في المنطقة فحسب، وإنما، بداية وقبل أي شيء آخر، تنبع من الشوق العلني المترابط باتساق للمفكّرين اليهود في مختلف الحقب التاريخية والأمكنة للتدليل على أنفسهم بوصفهم “يهوداً عربًاا” والتماهي مع الهوية اليهودية العربية، ولا يختلف الأمر إذا كان القصد هو إلى التماهي مع الإطار العربي الجمعي الواسع أو فكرة العروبة أو الماضي العربي لليهودية.

مقالات اخرى في هذا العدد

No posts found.

الانضمام الى القائمة البريدية