محامية الدفاع عن غير المولود: المناضلة ضد الإجهاضات والمنظّرة النقديّة
في هذا المقال، سأقدّم أنموذجًا أصليًا لشخصيّة غربيّة أسمّيها “محامية الدفاع عن غير المولود”، شخصيّة يتمّ تخطيطها وتعريفها من خلال استقراءاتها ومنحها المعنى للموضوعات والظواهر. لقد قمت باستعارة مصطلح “محامية الدفاع عن غير المولود” من الموقف المعلن لناشطي “مشجّعو الحياة” (Pro-life) من اليمين المحافظ في الولايات المتحدة، الذين يدافعون عن غير المولود الجنينيّ، المحتمل، المستقبليّ والأمريكيّ. سأتركّز تحديدًا في صياغتهم لاقتراح “قانون نبضات القلب”، الذي يمنع الإجهاض بعد الأسبوع السادس من الحمل، ويتأسّس على تحديد “نبضات القلب الجنينيّة” ومنحها معنى.
من خلال انكشافي على الاستقراءات المُتَطلبة والمُستنفذة لمحامية الدفاع المعلنة حول كائناتها غير المولودة، اكتشفت أوجه الشبه بينها وبين استقراءاتي، ككاتبة علمانيّة ونسويّة تعارض بشكل واضح قانون نبضات القلب. يثير هذا التشابه المقلق أسئلة عديدة: هل تتداخل الاستقراءات التفسيريّة لمحامية الدفاع مع الاستقراءات التي ورثتها من أكثر المصادر تناقضًا مع الخطاب الأمريكيّ المشجّع للحياة- تأويل الشكّ، النظريات النقديّة، وتحديدًا النظريات النسويّة والكويريّة؟ هل تطلّ تلك الشخصيّة من تكوينات القراءة التي شكّلت وثبّتت تلك النظريات التي تُعْتَبَرُ التجسيد العصريّ للعقل النقديّ؟ وإذا كان الأمر كذلك، هل ككاتبة نسويّة منشغلة بسؤال الجسد النسويّ والإجهاض، أقرأ وأفسّر وارتبط عاطفيًا بموضوعات قراءتي مثل محامية الدفاع عن غير المولود (غير المولود النظريّ، النصيّ وحتى النسويّ)؟
تساعد شخصيّة محامية الدفاع على تشخيص التداخل بين هذين الحيزين الأيديولوجيّين وتمتاز بعدّة اتجاهات: 1. تعزيز صوت الموضوعة والتعبير عنه ببلاغة. 2. الضيق والمرونة بالنسبة لها. 3. المطالبة والسعي لتحقيق كامل الإمكانات التي تشخّصها بها. 4. التنقّل بين الموقف السلبيّ والموقف التأكيديّ. محاولة إيجاد طرائق القراءة والتأويل الكامنة خارج هذه الاتجاهات يمكِّن شكل مواجهة أخرى مع اقتراح القانون ومسألة الإجهاض، والإشارة إلى بداية قراءة ما بعد نقديّة ضعيفة وأكثر محليّة.