شيخيقترح المقال تحليلًا نقديًا لعدة ثيمات أساسيّة في أيديولوجيّة اليمين الأبيض الجديد، التي تطوّرت خلال السنوات ال25 التي مضت منذ دمقرطة جنوب أفريقيا. يصف المقال تعبيرات الخوف من “إبادة الرجل الأبيض”، الإحباط والاستياء من حكم “الإثنوقراطيّة السوداء”. إلى جانب وصفه لمنظور اليمين الأبيض الجديد، يستعرض المقال السياق الجديد بهدف تحديد التحيّزات، ونقاط العمى والفرضيات العنصريّة التي تشكّل وتبني هذا المنظور. وعلى وجه الخصوص، يصف المقال القلق العنصريّ الذي تحوّله أيديولوجيا اليمين الأبيض في جنوب أفريقيا إلى مصطلح، وتطوّره وتقوم بترويجه. جذور هذا القلق مزروعة في تجربة الفقدان- فقدان الامتيازات، والثروة الرمزيّة، والقوميّة الأفريقانيّة، وللوطن كما تمّ تخيّله قبل هدم جدران الأبرتهايد.
تتجاوز أهميّة اليمين الأبيض الجديد في جنوب أفريقيا الحدود الجغرافيّة، فهو يصدّر لحركات وناشطي اليمين الجديد في شمال أمريكا، وأوروبا وأستراليا السرديّة التي بحسبها المعجزة الجنوب أفريقيّة- أيّ الدمقرطة السلميّة بضغط مجتمع الضمير الدوليّ- باءت بالفشل. وهو يزوّد حركات اليمين الجديد بالعالم بصورة أبوكالبتية يكون فيها الإنسان الأبيض أقلية ملاحقة ومنقرضة في ظلّ استبداد فشل الحاكميّة في دول ذات غالبيّة السوداء. بهذا المعنى، يغذّي القلق والفقدان والغضب في تجربة الواقع الجنوب أفريقي، بالنسبة لليمين الأبيض الجديد، تجربة واقع البيض الذي يعايشون أنفسهم كأقلية ملاحقة ومنقرضة في البلاد التي يشكّلون فيها أغلبيّة مسيّطرة.