جندي أمريكي على الفراش: الحياة الحميمية والسياسة الكونية في ميناء حيفا
تقوم مقالة ساري أهروني بدراسة سياسة الذاكرة والنسيان المحيطة بزيارة الأسطول السادس إلى ميناء حيفا بين السنتين 1979-2001؛ وتتوقف الباحثة، في معرض ذلك، عند العلاقة المركبة بين الأحيزة الكونية والمحلّية. تجمع أهروني بين قراءة الوثائق التاريخية والقضائية وبين التوثيق الإثنوجرافي لمنطقة الميناء، وذلك بغية الكشف عن الصراعات المخرسة بين الإمبراطورية الأمريكية وبين مدينة الميناء في عصر الليبرالية الجديدة. تقوم أهروني بفحص الأوجه الجسدية للقاء بين المواطنين/ات والجنود/الجنديات، وذلك بغية الكشف “من الأسفل” عن سيرورة بلورة التحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة. وفق تحليل أهروني، فإن اختفاء جنود الأسطول السادس من الذاكرة الحيّزية ومن الرواية الوطنية يكمن في النظرة الازدواجية باتجاه علاقات التبعية التي تربط إسرائيل بالإمبراطورية الأمريكية. وتقدّم الكاتبة طرحًا مفاده أن الخطاب السائد قد فضّل تطبيع الدعارة وتشجيع طمس ظواهر العنف على أسس جندرية، وقام بتعزيز رواية احتفالية ومتساوية ظاهريًا. وفق هذه الرواية، فإن العلاقات المميزة بين الدولتين تقوم على علاقات متبادلة واستقلالية سياسية ومصالح تكاملية.