مناهضة التأطير المنهجي للحقل البحثي: حول مقالات ساره حينسكي المنشورة في دورية نظرية ونقد
تعود إلى المقالة الحالية إلى ثلاث مقالات نشرتها ساره حينسكي في دورية نظرية ونقد بين السنتين 1993-2002، عرضت من خلالها تحليلاً لامعًا للخطاب الإسرائيلي في حقل الفنون. شكّلت هذه المقالات جزءًا من عملية قادتها الدورية في سنواتها التأسيسية إلى زعزعة الميول الأيديولوجية التي تقف في صلب البنية التحتية للبحث في العلوم الإنسانية والاجتماعية في إسرائيل؛ إلاّ أن مقالات حينسكي انحرفت عن هذه العملية، وبهذا فقد قوّضت أشكال الموقف النقدي ذاته، كيفما نسمعه من أفواه الفنانين وأمناء المعارض والباحثين، بل نظروا إلى هذا الموقف بوصفه مرحلة إضافية في سيرورة تغريب الذات الإسرائيلية، ومرحلة في سيرورة غرس الثقافة الكولونيالية في المجتمع اليهودي في إسرائيل. ومن هنا ينبع البعد المناهض للتأطير المنهجي في كتابة حينسكي، وهو البعد الذي ظهر قبل تثبيت المفاهيم والمنظومات النقدية ومهاجمتها. ولكن، ماذا يحصل حين يتحوّل النقد إلى إطار منهجي، حين ينخرط النقد في العمل الأكاديمي الاعتيادي، ويتم تدريس مقالات حينسكي في نفس المؤسّسات التي تخرج عليها حينسكي، ويتم اقتباسها بصورة متكرّرة في الكتابة الأكاديمية في حقول معرفية وبحثية سعت حينسكي نفسها إلى اختراقها؟ توضح هذه المقالة كيف أن الاعتماد الواسع على مقالات حينسكي في البحث الأكاديمي الحالي يقوّض البعد المناهض للتأطير المنهجي القائم فيها، ويتساءل حول التحوّلات الضرورية حاليًا ضمن أطر التحليل السياسي والفني بغية العودة للتواصل مع ذلك البعد.