ما بين المسيحية والإسلام: التحوّل اللاهوتي في الخطاب الشرقي في دورية نظرية ونقد
تتلمّس هذه المقالة الخطوط العريضة للخطاب الشرقي، كما ينعكس في المقالات المنشورة في دورية نظرية ونقد والدراسات التي تتناول مجالات مشابهة، والتي صدرت منذ مطلع تسعينيات القرن العشرين وحتى يومنا. يقع في صلب المقالة ادعاء مفاده أن التيار المركزي القائم في الخطاب الشرقي النقدي الحالي، كما تبلور في دورية نظرية ونقد وبتأثيرها، إنما هو خطاب يهودي ديني يقترح عالم الدين ما بعد العلمانية بوصفه بديلاً للقومية العلمانية. يسعى هذا الخطاب فعلاً إلى اقتراح راديكالية سياسية، ولكنه يميل إلى حركة “باكلاش” التي تحارب مكتسبات النسوية. برغم المخزون النظري الهائل الكامن في مقاربات أو توجّهات ما بعد العلمانية، أجادل أنه يتعيّن على السياسية الشرقية أن تخضع للأدوات المُستخدمة في النقد الموجّه نحو الهيمنة بغية تحقيق الطاقة الراديكالية الكامنة فيها ضمن الهيمنة التي يحتل فيها الشرقيون حاليًا قسطًا كبيرًا. إضافة إلى ذلك، يتعيّن على السياسية الشرقية أن تتبنّى أساليب العمل، وأدوات النقاش والتحليل النسوي، والابتعاد عن المنظور الرومانسي القائل إن الشرقيّين بفعل حضورهم، سيزيلون البعد المسيائي الآخروي عن الصهيونية العلمانية، من دون بذل جهود إيجابية على المستوى السياسي، باستثناء التواصل مع الجذور الثقافية التي تزعزع بحد ذاتها البنى العلمانية الحداثية والغربية.