ما بين الذاكرة وتشكيلها المتأخّر: شذرات
إن مجموعة من الذكريات غير الموثوق بها خلال سنتيْ نشاط “مجموعة القراءة”، ذلك النشاط الذي أثمر دورية نظرية ونقد، هي التي شكّلت أساسًا لبعض التأملات حول ما كان محض صدفة وما كان بنيويًا في إنشاء الدورية، وما الذي لاحظناه، وما الذي غاب عنّا. تعتبر هذه التأملات قاعدة لمحاولة السعي نحو توضيح المركّب النقدي في الفكر النقدي (وفي النظرية بطبيعة الحال). يُعرض التفكير في سيرورته بوصفه وجهًا ماهيًا للنقد وأحد شروط كينونته. تؤوّل هذه السيرورة كفعل من التقديس – أي، تحديد الحيّز الذي يحرم نقده. إن هذا التحريم ليس مرفوضًا بالضرورة – إذ يمكن ضمن ظروف معينة إضفاء الشرعية عليه – ولكن حين تغيب هذه الظروف، يصبح عندها تصادم الفكر النقدي بقوى التقديس حيويًا، وفي نهاية المطاف يكون لا مفرّ منه. وما هي النظرية؟ صندوق من الأدوات المؤقّتة يستخدمه التفكير في سيرورته وهو صندوق يُحرَم تقديسه.