سقوط ظل المحرقة على الأخلاق الحيوية: نظرة مقارنة

ركيفت زلشيك ونداف دافيدوفيتش
article icon

يعرض المقال نقاشًا نقديًا حول تعاطي مهنة الطب مع الإجرام الطبي للنازيّين وذلك عبر التركيز على الخطاب وسلوكيات الأخلاق الحيوية (Bioethics) في الولايات المتحدة وإسرائيل وألمانيا. إن اختيار هذه البلدان تحديدًا إنما جاء لتوضيح منظور المنتصرين والمهزومين والضحايا إضافة إلى توفير نظرة تاريخية على سيرورات تشكيل الحقل المعرفي (Discipline) الجديد.

يفحص المقال التسلسل الممكن الذي يربط بين الطب النازي وبين الطب “المعتاد”: هل تطوّرت الأخلاق الحيوية (القائمة في الطب “المعتاد”) استنادًا إلى الإدراك بهذا التسلسل أم عبر رفضه وإلى أي حد؟ يدعي الكاتبان بأن غالبية المهنيّين في مجال الطب قد فرضوا على مدار عقود طويلة بعد الحرب العالمية الثانية تمييزًا بين جرائم الطب النازي وبين العمل الطبي الذي أنتجه مجال الطب نفسه. منح هذا التمييز فئة العاملين في مجال الطب فرصة لتجاهل الأبحاث والممارسات الطبية الإشكالية، كاستخدام فئات سكانية “محتجزة” (مثل: السجناء والمرضى النفسانيّين)، وطمس التمييز بين أعمال بحثية وبين أعمال علاجية. كذلك في الستينيات، حين تعاظمت أصوات النقد على المؤسّسة الطبية، تمّ بصورة عامة تجاهل العبر الممكنة على صعيد الممارسات الطبية الخاصة بالحقبة النازية.

كُتب المقال انطلاقًا من مفهوم يدعو إلى استخدام أفكار التحليل التاريخي بسياقاته الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بغية صياغة أسئلة أخلاقية تُعرض بصورة عامة بنبرة عالمية انطلاقًا من الفلسفة الوضعية. ولذلك فإن فهم تطوّر خطاب الأخلاق الحيوية والعلاقات المتبادلة بينه وبين تاريخ الطب، ومن ضمن ذلك تأثير المحرقة والطب النازي، من شأنه أن يفتح أمامنا نافذة للتفكّر الانعكاسي في الخطاب الطبي والأخلاق الحيوية في الوقت الراهن.

 

 

مقالات اخرى في هذا العدد

No posts found.

الانضمام الى القائمة البريدية