معقودون ببعضنا البعض: أشواقي لإسماعيل

ألبرت سويسا
article icon

يبدو أنّه لو كان الكتاب المقدّس قد بدأ بقصّة ربط إسحق، ما كان اليهوديّة أيّ من أسسها – الحقّ في تسليم نفسك تقدّيسًا لاسمه تعالى. لا يُمنح هذا الحقّ لأيّ كان، بل هو حقّ أساسيّ يبتلع حقًّا أساسيًّا آخر، ويرتبط به بصلّة عميقة غير قابلة للانفكاك: أن تكون من نسل سيّدنا إبراهيم. يشكّل الربط حلفًا بين دمّ واحد مختار واله واحد مختار، يؤسّس تفوّق الحلف المقدّس بحسب القانون الجنيولوجيّ؟ ويمنحه لنسل إبراهيم فقط؟ لم تسعَ كلّ قصص الخليقة الكونيّة، حبكة انقسام الأعراق، واللغات والثقافات وأفعالها على الأرض، لأن تكون مقدّمة خطيّة محسوبة تصل ذروتها في ربط اسحق، الذي يحدث فيه التغيير الراديكاليّ والأمثل للألوهة التوراتيّة، في الانتقال من خالق إلى إله يختار اختيارًا سيُلزمه إلى أبد الآبدين. بحسب المبدأ السلاليّ الثنائيّ الذي سبق الربط، تتشكّل كلّ حكاية إسماعيل ابن إبراهيم القريب من الربط على أنّه الضحية المُرجأة والمطرودة، من أجل الإشارة إلى خصوصيّة إسحق وتشكيلها؛ الضحية المختارة والمقدّسة، طرد إسماعيل وإرجائه ليسا ضمن حقّ الميراث، المشروط بالحقّ في أن تكون الضحية المختارة والمقدّسة – الحقّ الذي يمنح كلّ أنواع الميراث، بما فيها سلطة على البلاد وحياة أبديّة كمختار من الله. هذا المبدأ الأساس للحقّ في أن تكون الضحيّة المختارة والوريث إلى جانب ضحيّة مُرجأة ومطرودة، الذي يبني الضحيّة الموعودة والمقدّسة، يمرّ كخيط ثانٍ في كلّ التاريخ اليهوديّ عمومًا، وله تجليّات مدهشة في التاريخ الصهيونيّ والإسرائيليّ تحديدًا.

https://doi.org/10.70959/tac.55.2021.129142

مقالات اخرى في هذا العدد

No posts found.

الانضمام الى القائمة البريدية