الإنهاء القاسي للاستعمار: قراءة فانون على أثر لوران برلنط

هاچر قوطف
article icon

يشير الرعب الذي لا ينتهي للحرب في غزة إلى أن قضية الإزالة (Elimination)، التي تتمثّل أكثر مظاهرها تطرّفا في الإبادة الجماعيةّ، أصبحت أكثر وضوحًا من أي وقت مضى. إنها إزالة يتم التعبير عنها بالكلمات والفنتازيا، وكذلك في خطط الاستيطان العينيّة – وهي في جوهرها خطط للاحتلال والإزالة – التي طرحها اليمين الاستيطانيّ علنًا بما يتعلق بغزة والضفة الغربيّة، حتى قبل هذه الحرب، والتي ترافق الصهيونية منذ بدايتها (صورة الأرض الفارغة هي أحد المظاهر المعروفة لهذه الفنتازيا). لكن، منذ بداية الحرب، ظهرت فنتازيا الإزالة وفعلها على سطح التيار الإسرائيليّ السائد بشكل غير مسبوق. فنتازيا الإزالة وفعل الإزالة في إسرائيل يريان نفسيهما بمثابة ردٍّ على فنتازيا التصفية التي في الجانب الفلسطينيّ وعلى فعل التصفية في السابع من أكتوبر، وهو ما فُهم على أنه تحقيق مؤقت، ومفاجئ، لتلك الفنتازيا.
يسعى هذا المقال إلى التفكير في فنتازيا إنهاء الاستعمار، التي صاغتها، بعد السابع من أكتوبر، أصوات مختلفة في اليسار العالميّ بطريقة منهجيّة إلى حد ما، كجزء من محاولة لإضفاء الشرعيّة على أفعال حماس. استند هذا الخطاب، من بين أمور أخرى، إلى كتابات فانون وبردايم الاستعمار الاستيطانيّ. في مواجهة مسألة الإزالة، وخلافًا للمنطق الكامن وراءها، أودّ هنا أن أتحدى هذه القراءات لفانون ولمفهوم إنهاء الاستعمار، المُشتق منها. اقتداءً بلوران بيرلانت، أقترح قراءة فانون كمن رأى في المقاومة العنيفة للعنف الاستعماريّ تعبيرًا عن التفاؤل القاسي- رغبة في مستقبل مختلف تكاد بنيته أن تكون محكومة بتكرار الحاضر الذي تسعى إلى التحرّر منه. بالإضافة إلى فانون وتجاوزه، يتناول المقال مفاهيم مختلفة لإنهاء الاستعمار والتضامن من أجل معرفة شروط التغلّب على الحاضر الكارثيّ الذي نعيش فيه.

https://doi.org/10.70959/tac.60.2024.129157

مقالات اخرى في هذا العدد

No posts found.

الانضمام الى القائمة البريدية