"أَنمو في حُلمِكِ الغضّ، النَّاصع": اقتفاء أثر الشهوانية والقومية في إبداعات دافيد فوغيل

نيريت كورمن
article icon

يتمحور موضوع المقالة الحالية حول مسألة الجنس في الديوان الشعري خلف الباب الداكن (1929) للشاعر دافيد فوغيل. ركّز النقد الموجّه إلى قصائد فوغيل الجنسية على لينها وخمولها، وبذلك فقد أغفل الجانب العنيف والنشط للقصائد نفسها. تكشف المقالة الحالية عن الجانب الجنسي الصريح والثوري في قصائد فوغيل. يفضح هذا التركيز على الجنس أوجه شبه مفاجئة بين قصائد فوغيل وبين أعماله النثرية، ففي حين نجد الجنس الملطّف في قصائده فإننا نجد إشارة أعماله النثرية إلى الجنس الصريح والمباشر. تتضمّن أعمال فوغيل عنفًا جنسيًا صريحًا ومبطّنًا موجّهًا ضد شخصية نسائية معينة، إلاّ أنه يكمن في هذه الشخصية العكس من ذلك – إذ نشهد أن المكانة الدونية تتكشّف بوصفها مصدرًا للقوة. يصل تناول فوغيل الجديد لقضايا الجندر إلى ذروته في الانتقال إلى كتابة القصائد بضمير المتكلّم الأمر الذي يفترض حضور الوعي النسائي. كذلك، خلافًا للنقد القائل إن أعمال فوغيل لا تتضمّن مضامين يهودية، تتوقّف الكاتبة عند العلاقة المفاجئة القائمة في قصائد فوغيل بين الجنس، وخاصة الجنس النسائي، وبين التراث اليهودي. تساعدنا العلاقة بين النسوية واليهودية المنبثقة أن ندرك بصورة جديدة إحدى القضايا المبحوثة كثيرًا في دراسة الأدب ألا وهي قضية علاقة فوغيل بالصهيونية بسبب اختياره اللغة العبرية وحقل الأدب العبري للإبداع من خلالهما، إلاّ أنه تحفّظ صراحةً من جهة أخرى من جميع المضامين الصهيونية. تسعى قصائد فوغيل المشتملة في ديوانه خلف الباب الداكن – من خلال تناول مسألة الجنس، وخاصة الشهوة والتلذّذ بممارسة العنف (السادية) – إلى تحدّي الإطار المفاهيمي (براديم paradigm) الآري المعادي للسامية الذي يرى باليهودي مخلوقًا وضيعًا وأنثويًا وكذلك الإطار المفاهيمي (براديم) الصهيوني الذي يستبطن مفهوم معاداة السامية ويهدف إلى تحويل شخصية اليهودي إلى شخصية ذكورية. تتضمّن عبارات فوغيل الشعرية الوجدانية، الهادئة والمفعمة بالشجون، جنسًا صاخبًا يطرح مفهومًا انسيابيًا للجندر يتعدّى التفكير الجندري والأيديولوجي أحادي البعد.

مقالات اخرى في هذا العدد

No posts found.

الانضمام الى القائمة البريدية