يعتبر الطعام شيئًا متعدّد الأبعاد. فله بعد غذائي، ضروري لبقائنا ككيانات بيولوجية؛ وله بعد اجتماعي – إذ يتشكّل ويشكّل مجال الطعام ككل من خلال بنى وعلاقات اجتماعية؛ وله بعد اقتصادي؛ وبعد ثقافي – ينظّم سلوك الغذاء البشري من خلال الثقافة، ويلعب دورًا هامًا في تمثيل وترميز الهويات الجماعية. يجسّد الطعام مجموعة متنوّعة من الروابط: بين الطبيعة والمجتمع والثقافة؛ بين العالم المادي والعالم الروحاني؛ بين سيرورات اجتماعية واقتصادية وسياسية واسعة وبين جسد الفرد؛ بين المجموعات البشرية والفضاءات الاجتماعية. كل هذا يجعل من الطعام موضوع بحث مثير، ولكنه معقّد للغاية.
تتناول هذه المقالة مجال بحث الطعام في إسرائيل، وتشير إلى القضايا الرئيسة وتقترح اتجاهات مستقبلية للبحث. في الوقت نفسه، تصف بعض المقاربات النظرية الرئيسة في مجال البحث الاجتماعي والثقافي حول الطعام، وتشير إلى أهمية المقاربة البحثية التي تجمع بين مناقشة العوامل الثقافية والعوامل الاقتصادية والسياسية والبيئية.