جينيالوجيا الهواء المفتوح: غزّة كحيّز تكنولوجيّ تجريبيّ
يفحص هذا المقال أحداث السابع من أكتوبر وما تلاها من خلال مفهوم “السجن في الهواء الطلق”، الذي يُمثّل حيّز المعيشة في غزّة، ويُستخدم في الوقت نفسه كاستعارة لحياة تبدو حرّة ظاهريًا لكنها مُقيّدة جوهريًا. عبر إطار نظريّ قائم على مفهوم النمذجة التجريبيّة (prototyping)، الذي يصف عمليات التطوير التكنولوجيّ التجريبيّ القائم على التجربة والخطأ. يُظهر المقال كيف تحوّلت غزّة إلى مختبر اختُبرت فيه التكنولوجيا العسكريّة الإسرائيليّة من جهة، والتكنولوجيات المحليّة المناوئة للهيمنة من جهة أخرى. من خلال قراءة غزّة كحيّز تكنولوجيّ تجريبيّ، تُرسم جينيالوجيا للهواء الطلق عبر ثلاثة فصول: الفصل الأول يعرض تاريخًا سياسيًا موجزًا للهواء، كونه عنصرًا مراوغًا لا يمكن السيادة عليه بالكامل، ما يجعل “الهواء الطلق” مفهومًا تحليليًا جوهريًا لفهم حدث بدا للإسرائيليّين غير قابل للتصوّر. الفصل الثاني يتتبّع الطائرة الورقيّة كجسم نموذجيّ في فضاء غزّة، ويوضح كيف تحوّلت من أداة ثقافيّة ورمز للحرّية إلى نموذج أوّليّ (prototype) لتكنولوجيا تحوّلت لاحقًا إلى سلاح ضدّ الجيش والمستوطنين. الفصل الثالث والأخير يعود إلى التفوق التكنولوجيّ لإسرائيل، ورؤيتها لنفسها كسيّد متفرّد من الجو، ويُظهر أنّ هذا الاستعلاء حال دون إدراكها لإمكانيّة وقوع حدث استثنائيّ، كما حدث في السابع من أكتوبر. يرتبط هذا العمى، بحسب المقال، بعُمق في غياب الاعتراف بمشكلة معرفيّة بنيويّة – تجاهل الخارج عن المألوف، والخطأ، والخلل، والحادث، وما ينطوي عليه كلّ ذلك من معرفة محتملة.