الآمال المسترجعة: السياسة العاطفيّة للعودة إلى المستقبل
تجمّعت الاحتجاجات التي اندلعت في صيف 2020، وبدت مثل انفجار مشتّت وانتقائيّ لمقاومة مدنيّة، خلف مطلب سياسيّ واحد وحاسم. أشارت الشعارات التي رافقتها – “هم اليأس، ونحن الأمل”، “جيل كامل يطلب المستقبل”، “تصبح على خير يا يأس، صباح الخير يا أمل”- إلى الأمل على أنّه البضاعة السياسيّة الأساسيّة التي يدور حولها الصراع ضد حكم نتنياهو والرسالة الأوضح له. يبدو الصراع على الأمل، الذي كانت هذه الاحتجاجات ذروته، كردّ فعل مطلوب على الشعور بمراوحة المكان، وبالشلل السائد في أوساط اليسار والمركز السياسيّ في السنوات الأخيرة. لكن، هل يُمكن لسياسة الأمل أن تفي بوعد إنقاذنا من الطريق المسدود؟ وإلى ماذا بالضبط تدلّ الرغبة الجامحة بالأمل، وتحوّل مكانتها العاطفيّة هذه من وسيلة لدفع أهداف سياسيّة قدمًا إلى هدف بحدّ ذاته؟ يسعى المقال إلى الخوض في هذه الأسئلة بواسطة الانتقال من خطاب سياسيّ يسعى لإيقاظ الأمل إلى إنتاج شعريّ ينشغل بغيابها. يوثّق “زمن البرتقال”، ألبوم رونا كينان الذي صدر في شهر آذار 2019، المصيدة السياسيّة والعاطفيّة التي يسجننا فيها سؤال الأمل اليوم، ويوضح لماذا لا يمكن لسياسة الأمل أن تخترقها. بمساعدة ألبوم كينان التشخيصيّ، يرسم المقال ملامح الحياة في طريق مسدود لا نشعر فيه لا بالأمل ولا باليأس، ويشير إلى الحاجة لتطوير مواقف عاطفيّة أخرى تجاه المستقبل تتجاوز التناقض المثبط بينهما.